Обман постоянства: чтения и исследования в философии и психологии
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Жанры
3
وإن الخلاف حول ما إذا كانت حفرية معينة هي حقا لأسترالوبيثيكوس أم لهومو هي أشبه بالخلاف حول ما إذا كان جورج يجب أن يسمى «طويلا» أم لا. إن طوله خمسة أقدام وعشر بوصات؛ أليس ينبئك هذا بما تحتاج إلى معرفته؟
وتشرئب الماهوية برأسها القبيح في المصطلح العرقي. إن معظم «الأفريقيين الأمريكيين» عرق مختلط. إلا أن رسوخ التوجه الذهني الماهوي يلزم كل واحد منا أن يؤشر في النماذج الرسمية الأمريكية بعلامة في أحد مربعات العرق، فإما هذا وإما ذاك وإما ذلك ... ولا مكان للبينيات. وثمة نقطة أخرى ولكنها أيضا خبيثة: هي أن الشخص سوف يدعى «أفريقيا أمريكيا» حتى لو كان واحد فقط من جدوده الأعلين ينحدر من أصل أفريقي. إنني أريد فحسب أن ألفت الانتباه إلى تصميم مجتمعنا، تصميما ماهويا، على أن يخضع كل شخص لفئة منفصلة أو أخرى. يبدو أننا غير مؤهلين ذهنيا للتعامل مع طيف متصل من البينيات. يبدو أننا لا نزال موبوئين بماهوية أفلاطون.
ونفس الوباء قد طال المجادلات الأخلاقية حول الإجهاض والقتل الرحيم
euthanasia ؛ فعند أية نقطة يعد «ميتا» ذلك المصاب بحادث أدى إلى موت دماغه؟ وعند أية لحظة أثناء النمو يصبح الجنين «شخصا»؟ إن الجنين لينمو تدريجيا من زيجوت وحيد الخلية إلى طفل حديث الولادة، وليس ثمة نقطة بعينها إذا بلغها يعد «شخصا». ينقسم العالم إلى أولئك الذين يعون هذه الحقيقة وأولئك الذين يتذمرون منها. قد يقول قائل: «ولكن لا بد أن تكون ثمة لحظة ما يصبح الجنين عندها شخصا.» والجواب: كلا. لا وجود في الحقيقة لمثل هذه اللحظة، مثلما أنه لا وجود ليوم بعينه يصبح فيه الشخص الكهل شيخا. ولعل من الأفضل (وإن لم يكن مثاليا بعد) أن تقول: إن الجنين يمر بمراحل كونه ربع إنسان، نصف إنسان، ثلاثة أرباع إنسان ... يجفل الذهن الماهوي من مثل هذه اللغة ويتهمني بكل ضروب الفظائع لإنكاري «ماهية» البشرية.
والتطور أيضا تدريجي شأنه شأن نمو الجنين. فكل فرد من أسلافنا، رجعا إلى الجذر العام الذي نشترك فيه مع الشمبانزي، وما وراءه، ينتمي إلى نفس النوع الذي ينتمي إليه أبواه وأطفاله. وكذلك الشأن بالنسبة لأسلاف أحد الشمبانزي، رجعا إلى نفس الحد الأعلى المشترك. نحن نتصل بالشمبانزيات الحديثة بواسطة سلسلة على شكل
V
من الأفراد الذين عاشوا يوما ما وتنفسوا وتكاثروا، كل وصلة في السلسلة هي عضو في نفس النوع الذي ينتمي له جيرانه في السلسلة، مهما حاول المصنفون أن يقسموهم عند نقاط مريحة ويقحموا عليهم عناوين متقطعة. ولو أن كل الأفراد البينية رجعا إلى تفريعات ال
V
من الجد المشترك، لو أنه تصادف لهم البقاء، لاضطر الأخلاقيون إلى التخلي عن عادتهم الماهوية في وضع «النوع» البشري على نصب مقدس منفصلا كليا عن جميع الأنواع الأخرى. ولن يعود الإجهاض أكثر اغتيالا من قتل شمبانزي، أو بنفس القياس، من قتل أي حيوان. الحق أن الجنين البشري المبكر - وهو بدون جهاز عصبي ومجرد فيما يفترض من الألم والخوف - لا يستحق حماية أخلاقية أكثر مما يستحقها خنزير بالغ من الواضح أنه مؤهل جيدا للمعاناة. إن دافعنا الملح تجاه تعريفات صلبة لكلمة «بشري» (في مطارحات الإجهاض وحقوق الحيوان)، وكلمة «حي» (في مطارحات القتل الرحيم وقرارات إنهاء الحياة) ليس لها معنى في ضوء التطور وغيره من الظواهر التدريجية.
Неизвестная страница