67

Один в пути

Жанры

============================================================

لل الوحيد في سلوك أهل التوحيد قال تعالى : وإن من شيء إلأ يسبح بحمده ولكن لأ تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء: 44].

وإذا كان كك شيء من الجمادات والنبات والحيوان والإنس والجان والملك والشيطان والنار والماء والتراب والهواء والصامت والناطق من جميع الخلائق يسبحون الله تعالى، فما تخلفك آيها الإنسان عن ذكر الذي خلقك لمعرفته؟ وقدمك على خلقه، قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلأ ليغبدون} [الذاريات: 56]، قيل ليعرفون: ألم ترؤا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسشبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} [لقمان: 20].

ولا تقدر أن تحصي نعمة واحدة من ذلك ليلا ولا هارا ولا سرا ولا جهارا مع تيسير الذكر عليك وهو مفتاح قلبك ونور تبصير عجائب ربك وينفر الشيطان ويقرب منك الرحمن ويخلع عليك خلع الرضوان، وينور بصيرتك لتجليات العرفان فلم تسمح لنفسك بالفترة؟ وتسبقك الملائكة الكرام عليها وهم لكم يستغفرون، وقد قال تعالى عنهم: يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [الأنبياء: 20] .

وأنت تعلم آن كل نفس فات، من الله تعالى لا يعود، وهو حسرة لا يقضى ولا عوض عن ذلك النفس في شيء من الدنيا والآخرة، لأن في الله تعالى عوضا عن كل شيء، وليس في شيء عوض عن الله تعالى.

مقاهات النكر والذاكرون لله تعالى بحسب تواحيدهم بالذكر، فتارة يكون الذكر بالجوارح وتارة يكون باللسان، وتارة يكون بالقلب وتارة يكون بالإسرار وتارة يكون بالإعلان، والجامع للجميم ذاكر كامل مع الصدق والإخلاص.

وقد يكون الذكر يمتد من القلب فينتشر في الجوارح والأعضاء واللسان فيذكر الله تعالى كل عضو بحسب حاله، وهذا ذكر القلب، ولا ثبوت للشيطان مع هذا الذكر، ولا وصول له إلى صاحبه البتة وهو آفضل في حق صاحبه من ذكر اللسان، وليس ذلك لكل سالك.

وتارة يكون الذكر باللسان والتكرار والملازمة بالموالاة بالذكر لتكون الكلمة

Страница 67