============================================================
266 الوحيد في سلوك أهل التوحيد بقنا، فاجتمع في طريقة تلك بأبى العباس المرسى رضي الله تعالى عنهما- في حكاية طويلة فقال له الشيخ أبو الحجاج: أوصني فقال: عليك بتقوى الله تعالى في السر والخلا، وليكن عملك واحد في الخلوة والملا، ما فاتك من الدنيا فلا تبك عليه، وما فاتك من العمل فنح عليه، اياك أن تأمن سفيها ولا جاهلا، واحذر المداهنة والمرا ينجلي منك الموا، واكتم سرك واخف أثرك تبلغ من الله تعالى أملك، فقال له الشيخ: ادع لي فقال: اللهم يا من أخفاني عن أعين الخلائق، أسألك أن تظهر له الحقائق، وتيسر له الطريق، يا من إذا دعي أجاب، يا من أظهر الجميل وظهر عن الخفاء لسالك أن تخفيه كما أخفيتنى، وأن تيسر له الطريق كما وصلتني، وأن تسقيه بكأس المحبة كما سقيتني، وحكي لي أيضا عن الشيخ تقي الدين المذكور، وقال :سمعت شيخنا أبا الحجاج يقول قيل لي أن من جاء من أهل الطريق للطلب فذله علينا، وأما الوصول فمنا، فمن رأيناه صادقا محققا أدنيناه ووصلناه إلينا ،ومن رأيناه غافلا طردناه وأبعدناه؛ فإنه لا يصل إلى المحبوب من هو بغيره محجوب، وحدثني أيضا عن الشيخ حلال الدين الدشنائي قال: سمعت الشيخ أبا العباس الطائفي يقول: دخلت على الشيخ أبي الحجاج الأقصري، فرأيت له عينين من فوق الحاجين وحدثني أيضا عن القاضي ولي الدين الدشنائي أخو الشيخ حلال الدين المذكور قال دخلت على الشيخ أبي الحكاج وهو ببشلا وفي قرية بغرب قموله وعنده جماعة من الفقراء، وهم يتكلمون في الفتوة، فقال لهم الشيخ أبو الحجاج: وأي شيء حصل لكم من الفتوة؟ وأنا كنت وأخي أبي الحسن بن الصباغ سالكين إلى الله تعالى، فكان إذا شاهد مقامه يعلو علا مقامي فيدعو الله تعالى أن يعلو مقامي على مقامه، ثم ومن كراماته أن إمام المهدية بلغه مواصلته، فقال: إن مات لم أصل عليه؛ لأنه قاتل نفسه. فبلغه فقال: هو الذي موت، وأنا أصلي عليه، فكان كما قال: مات سنة واحد وسبعين وستمائة، ودفن بمرسا عبدوه. وانظر: الكواكب (529).
Страница 275