============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وما أعطيه من العطاء: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [الحديد: 21].
وصفات الشيخ إبراهيم كثيرة ولسنا بصددها الآن، لكن نحن نتكلم فيمن آجري على لسانه قضاء الله تعالى كالشيخ مفرج - رحمه الله تعالى، الشغ مفر الومامن ولحكي أن ظالعا قصد الوصول إلى دمامين أو إلى بلاد مدينة قوص، فجاء أهل دمامين وشكوا إلى الشيخ مفرج فقال لهم: ما يصل إليكم وجعلوا يقولون: جاء من العقبة إلى أن قالواء جاء إلى المعدية فقال لهم: ما يصل إليكم، فلما وصل المعدية وقدموا إليه ليعدي فيها ما فعل ينزل من على فرسه وهمز الحصان ليطلع المركب فطاح به الحصان من الجانب الآخر فغرق، ولا أحقق هل غرق هو وحصانه جملة أو لا، والأغلب أن الحصان أيضا غرق معه.
وهذا يدل على الكشف الصحيح والتصريف.
ويعضض ذلك ما حكاه لي الشيخ ناصر الدين بن عبد القوي رحمه الله تعالى عن شخص من أحبائه قال: كنت مع الشيخ مفرج، وكان قد خلع ثوبه، ففليته وفتشت جيبه، وكان له جيب على كتفه، ولم يكن فيه شيء، ولبسه الشيخ.
فبينما نحن نمشى إذا بفقير قد طلب منه شيئا، فأخرج له من جيبه قيراطا أسوذا، وكان ذلك الوقت يتعامل الناس في الصعيد بالورق فقلت: يا سيدي، أنا فتشت ثوبك ولم يكن فيه شيء فقال: يا فلان -أو يا مبارك - أول ما يضع الفقير قدمه في الإرادة يعطى ثلاث خصال: مشي على الماء، ويطير في الهواء، وينفق من الغيب.
وحكي عنه أنهم كانوا قيدوه في الأخذة التي أخذ فيها، فزعموا أنه محنون حتى أتوا إليه يوما بطاجن فيه فراخ مطبوخة فقال لهم: طيروا فطاروا فأطلقوه.
وحدثونا عنه أنه لما جاءه ابن قاضي دارا يزوره، فأخذ الشيخ في مئزره تقدير قدح حمص مقلي، فجعل يعطي أصحابه كل واحد قبضة، وكانوا كثيرا، فتعجب ابن
Страница 267