============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد محجوبة عن الله تعالى، وقيل أن الناس كانوا يمشون حوله، يرقبون آن يعطس منهم عاطس فيقول: الحمد لله فيقول له الشيخ: يرحمك الله فيستبشرون بذلك.
وكانت حالته حالة الأغنياء، يمد السماط الذي لا يمد مثله إلا الملوك، ويعجز عنه الأمراء، ولا يعلم أحد من أين ذلك؟ وكان له أصحاب أكابر أدخلهم الخلوة مثل الشيخ علم الدين المنفلوطي (11، والشيخ أبو بكر بن شافع المكنى أبا يحيى وأبو الحجاج المغاوري، والشريف أبو المعالي، ورفاعة، والحجازي، ويوسف بن إدريس، والشيخ بحد الدين بن دقيق العيد، وشرف الدين إسماعيل بن الصابوني ومن أصحاب الشيخ أبي يحيى جمع كثير، وأخبرني الشيخ عبد العزيز أنه اجحتمع بالشيخ أبي الحسن بن الصباغ وأنشده شيئا من نظمه، قلت له: فكم كان سنك ذلك
الوقت؟ قال: ثلاثين سنة، وتآخر الشيخ عبد العزيز إلى هذا الزمان.
وحدثونا أن جماعة اكابر بقوص كالنجيب بن هبة وكمال الدين وغيرهما، كانوا عند الأمير المكرم في الليل، وجرى حديث الشيخ أبي الحسن ومن أين ينفق؟ وهل هو يخص بالسماط؟ وهل الذي يعمله لوجوه الناس من الأمراء والأكابر؟ وهل هذا معناه أم لا؟ فقال: قوموا نركب نروح إليه على غفلة، فركبوا في الليل، وكان الشيخ عند فراغه من الحزب بعد عشاء الآخرة، قال لمتولي الطبخ: اعمل من الشي كذا، ومن الحلوى
كذاء وراح الشيخ إلى منزله، وأصبح صلى الصبح والأمير المكرم والأكابر وصلوا وصلوا الصبح خلفه، فعندما سلموا متوا السماط وفيه من الأطعمة الخاصة ما لا يقدرون عليه مع الكثرة، وكانوا متمولين كالملوك والأمير المكرم، فتعحبوا لذلك عجبا كثيراء ثم قال أحدهم ولعله النحيب بن هبة - يا سيدي، آيك شيء خليتم لأبناء الدنيا؟ فقال (1) هو إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر الشيخ علم الدين المنفلوطي ثم القنائي كان من الفقهاء الصالحين المعروفين بالمكاشفات والكرامات من أصحاب الشيخ أبي الحسن ابن الصباغ مالكي المذهب كان يغيب أوقاتأ كثيرة وربا استمرت غيبته اليومين والثلاثة وتنحل عمامته وتنسحب خلفه، وصنف كتابأ وذكر فيه من كلام شيخه أبي الحسن ومن كلام شيخ شيخه عبد الرحيم ومن أحوالهم نبذة وغير ذلك وفيه أحاديث واستدلالات دلت على فهيم وعلم وفيه مسائل فقهية ومقالات صوفية وتوفي بقنا في سنة اثنتين وخمسين وستمائة. وانظر: الوافي (1199/1) .
Страница 223