============================================================
220 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ولقد رأيت الشيخ جمال الدين ابن الشيخ مفرج(1)، وكنا بطريق الحجاز الشريف في طريق الشام، وكان الشيخ جمال الدين رحمه الله تعالى- في سن الثمانين أو دونها، وكان له رفيق عامي، فرأيت الشيخ يمشي ويركب رفيقه العامي، وكنت أتالم لذلك، وكان يخدمه ويملأ الماء ويقوم بوظائف السفر، فقلت له في ذلك فقال: هو ضعيف، وكان يحتمل مع ذلك الإساءة، ويلاطفه ولا يؤلمه.
الشيخ ولي الدين الكردي الشيخ ولي الدين بن الكردي، كان عظيم الشأن حليل الأحوال، جاء إلى مدينة قوص ونزل بمسجد بيرموق، واجتمع عليه جماعة أكابر من العلماء وغيرهم، منهم الشيخ شمس الدين العجمي الأصفهايي، وكان يومئذ قاضيا بقوص.
ومنهم الإمام تقي الدين بن دقيق العيد قاضي القضاة بمصر والقاهرة، رحمهم الله تعالى.
ومنهم جلال الدين الدشنائي وكان من العلماء الصالحين.
ومنهم ناصر الدين بن عبد القوي الأسواني صاحب الشيخ تاج الدين بن شعبان: وفتح الدين بن الفقيه نصر وحصل لفتح الدين منه نصيث كبير أو فتح له على يديه، والشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر وبده طريقه كان على يده، والشيخ مفرج، وجماعة كثيرة انتفعوا به.
وكان ذكره لا إله إلا الله يمدها، ثم الله الله يجهر بذلك، وهكذا كانوا يفعل الذين صحبوه، وسمعت القاضى شمس الدين يذكر بهذا الذكر والشيخ كمال الدين ابن عبد الظاهر: وكان له كرامات وأحوال تشهد بما ذكر، منها أنه جاء إلى الباب وهو مقفول فدخل من شقوق الباب الذي ما يدخل منه إلا النملة اللطيفة، ثم جاء وقت الخروج ففتحوا له فخرج (1) يقصد الشيخ مفرج الدماميني
Страница 210