============================================================
194 الوحيد في سلوك أهل التوحيد حبيب العحمي، فقال له حبيب: اقعد ورائي، فقال: ويلك، وما يغني عني وراؤك؟
فقال : اقعد حتى تبصر فقعد، ودخل رسل الحجاج فقالواء أين الحسن؟ فقال لهم حبيب: انظروا هل تبصرون شيئا؟ فنظروا فلم يروا شيئا وخرجوا فقال له الحسن: كيف فعلت؟ فقال: إنك كنت عند الله تعالى فما أبصروك، ولو كنت عندي لرأوك فقال له الحسن: رأيتك همست بشفتيك شيئا فقال: قلت: اللهم اجعله عندك حتى لا يروه.
فانظر يا آخي إلى هذه الحكاية. قال أبو طالب والحسن فوق الحبيب بكثير، وهو أستاذ حبيب وشيخه، ولا يخفى محاك الحسن البصري رحمه الله تعالى- وعظم شأنه.
الصالعين رتب ومنازل ولن تخفى رتبة السادة الصحابة رضي الله تعالى- عنهم بالنسبة إلى التابعين هم، ولن تخفى رتبة السادة التابعين بالنسبة إلى من تبعهم، وكذلك جريان الحال في المشايخ وأتباعهم والتابع والمتبوع، ولست أقول بتفضيل بين أنبياء الله تعالى صلى الله تعالى عليهم وسلم إلا من فضله الله تعالى في كتابه العزيز على لسان نبيه، كما فضل وعن محمد ابن سعد قال: كان الحسن حامعا عالما رفيعا فقيها ئقة مأموتا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما.
وقدم مكة فأحلسوه على سرير واجتمع الناس إليه فيهم طاووس، وعطات وبحاهد، وعمرو بن شعيب فحدثهم، فقالوا أو قال بعضهم لم نر مثل هذا قط: وقال أبو بردة لم أر من لم يصحب النبي أشبه بأصحابه من الحسن، وعن مطر الوراق قال: كان الحسن كأنما كان في الآخرة فهو يخبر عن ما رأى وعاين، وكان الحسن من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث مات سنة عشر ومائة. وانظره طبقات ابن سعد (156/7)، وطبقات خليفة (1726)، والزهد لأحمد (258)، والتاريخ الكبير (289/2) والمعارف (440)، والمعرفة والتاريخ (32/2)، (238/3) وأخبار القضاة لوكيع (3/2)، والجرح والتعديل (40/1/1)، والحلية (131/2)، وكتابنا الحسن البصري سيد التابعين (أتمه الله)،
Страница 174