اللقب
والفردوسي لقبه الشعري كدأب شعراء الفرس، ويقال إنه نسبة إلى بستان في طوس اسمه الفردوس كان لعميد خراسان سوري ابن المغيرة، وكان أبو الفردوسي خادمه.
والفردوسي كما يقول «دولتشاه» كان فقيرا، وقد فر إلى غزنة من ظلم والي طوس، وظل يرتزق بإنشاد الشعر حتى عرفه العنصري فقدمه إلى السلطان.
على أن المؤرخ العروضي يخالف دولتشاه في رأيه بالفردوسي ويقول: إن الفردوسي كان من دهاقين طوس، وكان له شوكة عظيمة في قريته، وكان في غنى بما تغله ضياعه، ويظهر من الشاهنامه أنه كان صاحب زرع، وكان يشكو من البرد الذي أتلف الزرع وأهلك الغنم ولم يدع شيئا، وجعل الأرض كقطعة من العاج إبان الخراج.
الشاهنامه
المتفق عليه في كتب الرواة أن الفردوسي نظم كتابه «الشاهنامه» في خمس وثلاثين سنة آخرها سنة 400ه أو قبلها بقليل، وقد كتبه النساخ علي الديليمي في سبعة مجلدات. أما كيفية اتصاله بالسلطان محمود وما تم بعد ذلك من غضبه عليه ثم رضائه عنه ثم موته، فيراه القارئ مفصلا بعض التفصيل في خلال هذه الرواية التمثيلية الطلية.
وفاة الفردوسي
يقول دولتشاه: إن الفردوسي توفي سنة 411ه، ويروي غيره أن وفاته سنة 416ه. فيكون إذن أوفى على الثمانين، وهذا يلائم ما يروى في خاتمة الشاهنامه.
شاعرية الفردوسي
ويقول نلدكه: إن الفردوسي شاعر مطبوع يستولي على فكر القارئ ويحول القصة التافهة بإنطاق الممثلين أمامنا، بل كثيرا ما تضيع الحركات في خلال الأقوال ، وهو يفصل الحادثات فيبين أحسن إبانة عن حادثة لم يكتب عنها في الأصل الذي نظم عنه أكثر من أنها وقعت، ويبيح لنفسه أن يخلق حادثات صغيرة ليتم الوصف، وهو يعرف كيف يحيي أبطاله، بل يخرج أحيانا البطل في صورة جديدة غير التي عرفته بها الروايات وما أقدره على تبيان ما وراء أعمال الأبطال من أسباب وأفكار. والوصف النفساني رائع جدا، ونغمة البطولة مسموعة في الكتاب كله، وعظمة الزمان القديم وأبهته وفرحه وترحه وجلاده، مصورة في أسلوب معجب حتى ليسمع الإنسان صليل السيوف وصدى المآدب.
Неизвестная страница