362

Вефа Вефа

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

Издатель

دار الكتب العلمية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤١٩

Место издания

بيروت

أنا أعطيك خيرا منها في أي نواحي المدينة شئت، فأبى العباس ذلك، فقال عمر: فتصدق على الناس، فأبى فقال عمر: لآخذنه، فقال العباس: ليس ذلك لك، قال عمر: اجعل بيني وبينك رجلا، فجعلا أبي بن كعب، فأتياه فحبسهما ساعة ثم أذن لهما ثم قال: إن جاريتي كانت تغسل رأسي، فأيكما يستعدي على صاحبه؟ فقال عمر: أنا، جعلناك حكما بيننا، وما رأيت من أمر لزمنا، فقال أبي: ما تقول يا أبا الفضل؟ قال: أقول ذلك، فذهب عمر يتكلم، فقال أبي: تكلم يا أبا الفضل، دعه يابن الخطاب يتكلم لمكانه من نبي الله ﷺ، فتكلم العباس فقال: هذه خطة خطها لي رسول الله ﷺ وابتنيتها وبناها رسول الله ﷺ معي، وهو والله شد هذا الميزاب الذي يصب في المسجد، وذكر القصة أيضا، وأن العباس قال: أما إذ قضيت به لي فهو صدقة على المسلمين أما والله يا عمر لقد هدمت الميزاب وما شددته إلا ورجلاي على عاتقي رسول الله ﷺ، قال عمر: فو الله لا تشده إلا ورجلاك على عاتقي، قال: ثم هدم الدار ووسع في المسجد وغيّر جذوعا كانت على عهد رسول الله ﷺ كان أسفلها قد أكلته الأرضة.
وقد أورد رزين في كتابه خبر ابن عمر المتقدم، ولفظه: عن نافع عن ابن عمر قال:
إن الناس كثروا في عهد عمر ﵁، فقالوا له: يا أمير المؤمنين لو وسّعت لنا في المسجد، فزاد فيه عمر، فكلم عمر العباس في داره، وكانت لاصقة بالمسجد، وقال له:
أعطيك خيرا منها وتصدق بها على الناس، فأبى العباس، وقال: خطها لي رسول الله ﷺ ووضع ميزابها بيده، فقال عمر: فإني آخذها، قال العباس: ليس لك ذلك، فجعلا بينهما أبيا، فحجبهما ساعة ثم أذن لهما فقصا عليه خبرهما، فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لما أراد داود ﵇ أن يا بني بيت المقدس كان ليتيمين من بني إسرائيل بيت في الموضع الذي خط أن يا بني المسجد عليه، فقال لهما: بيعاه مني ورغبهما في الثمن، فباعاه ثم قالا له: الذي أخذت منا خير أم الذي أعطيتنا؟ قال الذي أخذت، قالا: فإنا لا نجيز البيع، فزادهما حتى كان ذلك منهما ومنه سبع مرات، فقال: أزيدكما كذا وكذا على أن لا تسألاني، فقالا له: نبيعك بحكمنا ولا نسألك، قال: افعلا، فطلبا منه مالا كثيرا، فتعاظم ذلك داود، فأوحى الله ﷾ إلى داود: إن كنت إنما تعطيهما من مالك فأنت أعلم، وإن كنت إنما تعطيهما من رزقنا فأعطهما حتى يرضيا فإن أغنى البيوت عن مظلمة بيتي، وقد حرمت عليك بناءه، فقال داود: يا رب فأعطه سليمان، فقضى به أبي للعباس.
فقال العباس: أما إذ قضيت لي به فهو صدقة على المسلمين، فذهب عمر فهدم الميزاب

2 / 73