Вефа Вефа
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
Издатель
دار الكتب العلمية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤١٩
Место издания
بيروت
Жанры
география
الليل ثم لا تقوون عليها، قال عيسى بن عبد الله: وذلك موضع الأسطوان التي على طريق باب النبي ﷺ مما يلي الزوراء.
قلت: صحّف بعضهم هذه اللفظة فقال: مما يلي الدور، ورأيت بخط الأقشهري: لعله مما يلي دوره، انتهى. والظاهر أن الرواية مما يلي الزور- بالزاي- يعني الموضع المزور في بناء عمر بن عبد العزيز خلف الحجرة كما سيأتي والله أعلم.
قال عيسى: وحدثني سعيد بن عبد الله بن فضيل قال: مر بي محمد بن الحنفية وأنا أصلي إليها، فقال لي: أراك تلزم هذه الأسطوانة، هل جاءك فيها أثر؟ قلت: لا، قال:
فالزمها فإنها كانت مصلّى رسول الله ﷺ من الليل.
قلت: تقدم في حدود المسجد النبوي ما يقتضي أن الموضع المذكور كان خارج المسجد تجاه باب جبريل قبل تحويله إلى محله اليوم، وهو موافق لما سيأتي عن المؤرخين في بيان موضع هذه الأسطوانة، والمعروف من حاله ﷺ أن قيامه في غير رمضان إنما كان في بيته، وهذا الموضع ليس منه، وفيما سبق مع أحاديث قيام رمضان ما يوهم أن القصة المذكورة كانت فيه، ففي صحيح البخاري عن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ «اتخذ حجرة، قال:
حسبت أنه قال: من حصير، في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس- الحديث» ورواه مسلم عنه بلفظ أن النبي ﷺ «اتخذ حجرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله ﷺ فيها ليلا، حتى اجتمع إليه ناس، فذكره نحوه» وفي رواية لأبي عوانة عن زيد «اتخذ حجرة من حصير في المسجد في رمضان- الحديث» . ولعلها القبة التي كان يعتكف ﷺ فيها في رمضان، فقد روى الطبراني في الكبير عن أبي ليلى قال: رأيت رسول الله ﷺ اعتكف في قبة من خوص، وفي الكبير والأوسط عن معيقيب قال: «اعتكف رسول الله ﷺ في قبة من خوص بابها من حصير والناس في المسجد» وأسند يحيى عن أبي حازم مولى الأنصار قال: «اعتكف رسول الله ﷺ في المسجد في رمضان في قبة على بابها حصير»، وعن ابن عمر قال: بنى النبي ﷺ بيتا من سعف في المسجد في آخر شهر رمضان يصلي فيه.
وقال المطري في بيان موضع هذه الأسطوانة: هي خلف بيت فاطمة ﵂، والواقف إليها يكون باب جبريل المعروف قديما بباب عثمان على يساره، وحولها الدرابزين: أي لاصقا بها يمينا ويسارا، وهو الشباك الدائر على الحجرة الشريفة وعلى بيت فاطمة ﵂، وقد كتب فيها بالرخام: هذا متهجّد النبي ﷺ.
وقال ابن النجار: هذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة من جهة الشمال، وفيها محراب إذا توجه المصلى إليه كانت يساره إلى باب عثمان المعروف اليوم بباب جبريل.
قلت: وقد جدد محرابها في هذه العمارة التي أدركناها أولا، وزيد في رخامه فوق
2 / 47