Вефа Вефа
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
Издатель
دار الكتب العلمية
Издание
الأولى
Год публикации
١٤١٩
Место издания
بيروت
Жанры
география
الفصل الحادي عشر في قدومه ﷺ باطن المدينة
، وسكناه بدار أبي أيوب الأنصاري، وأمر هذه الدار، وما آلت إليه، وما وقع من المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
قال أهل السير: ثم إن رسول الله ﷺ أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدين بالسيوف، وكانوا أخواله، وذلك أن هاشم بن عبد مناف تزوج منهم امرأة، وهي سلمى بنت عمرو، فجاءه منها ولد، فلما مات هاشم وكبر الغلام مر به قوم من قريش فأبصروه وقد ترعرع وهو ينتضل «١» ويقول: أنا القرشي، فجاؤوا وأخبروا عمه المطلب بن عبد مناف، فذهب فجاء به، فدخل به مكة وهو ردفه وعليه ثياب السفر، فقالت قريش: هذا عبد المطلب، فغلب عليه هذا الاسم؛ فلذلك كان أخواله بني النجار، فقالوا لرسول الله ﷺ: اركبوا آمنين مطاعين.
وفي البخاري من حديث أنس: قدم رسول الله ﷺ فنزل في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاؤوا بالسيوف، ثم رواه البخاري بلفظ آخر، فقال: قدم النبي ﷺ فنزل جانب الحرة، ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا النبي ﷺ وأبا بكر فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين مطاعين، فركب حتى نزل جانب دار أبي أيوب.
قال الحافظ ابن حجر: تقديره فنزل جانب الحرة فأقام بقباء المدة التي أقام بها وبنى بها مسجده، ثم بعث إلى آخره.
وفي التأريخ الصغير للبخاري عن أنس أيضا قال: إني لأسعى مع الغلمان إذ قالوا:
محمد جاء، فننطلق فلا نرى شيئا، حتى أقبل وصاحبه، فكمنا «٢» في بعض جوانب المدينة، وبعثا رجلا من أهل البادية يؤذن بهما «٣»، فاستقبله خمسمائة من الأنصار، فقالوا:
انطلقا آمنين مطاعين، الحديث، ففيه طي لذكر قصة قباء، إلا أن يريد أن ذلك وقع في مبدأ الأمر عند نزوله ﷺ بقباء، وهو ما اقتضاه رواية رزين، فإنه قال: عن أنس قال: كنت إذ قدم رسول الله ﷺ المدينة ابن تسع سنين، فأسمع الغلمان والولائد يقولون: جاء رسول الله ﷺ فنذهب فلا نرى شيئا، حتى جاء رسول الله ﷺ وأبو بكر، فكمنا في
(١) انتضل القوم: استبقوا بالرمي. ويفتخروا.
(٢) كمنا: استخفا في مكمن لا يفطن له.
(٣) يؤذن بهما: ينذر بهما ويخبر عنهما.
1 / 198