Вафа би Ахваль Мустафа
الوفا بأحوال المصطفى
Исследователь
مصطفى عبد القادر عطا
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
1408هـ-1988م
Место издания
بيروت / لبنان
عن مخزوم بن هانىء ، عن أبيه ، وأتت له خمسون ومائة سنة ، قال : | فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها . | فلما أصبح كسرى أفزعه ما رأى فصبر عليه تشجعا ، ثم رأى أن لا يكتم ذلك عن وزرائه ومرازبته . | فلبس تاجه ، وقعد على سريره ، وجمعهم إليه ، فلما اجتمعوا عنده قال : أتدرون فيم بعثت إليكم ؟ | قالوا : لا ، إلا أن يخبرنا الملك . | فبينا هم كذلك ورد عليهم كتاب بخمود النيران ، فازداد غما إلى غمه . | فقال الموبذان : وأنا ، أصلح الله الملك ، قد رأيت في هذه الليلة ( رؤيا ) . وقص عليه الرؤيا في الإبل . | فقال : أي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ | قال : حادث يكون من عند العرب . | فكتب عند ذلك : من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر ، أما بعد ، فوجه إلي رجلا عالما بما أريد أن أسأله عنه . | فوجه إليه عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني . | فلما قدم عليه قال له : هل عندك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ | قال : ليخبرني الملك ( عما أحب ) فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلمه . | فأخبره بما رأى فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح . | قال : فأته فاسأله عما سألتك عنه وائتني بجوابه . | فركب عبد المسيح راحلته حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت ، فسلم عليه وحياه فلم يحر جوابا . | فأنشأ عبد المسيح يقول : | أصم أم يسمع غطريف اليمن | أم فاد فازلم به شأو العنن | يا فاصل الخطة أعيت من ومن | أتاك شيخ الحي من آل سنن | وأمه من آل ذئب بن حجن | أبيض فضفاض الرداء والبدن | رسول قيل العجم يسري للوسن | لا يرهب الوغد ولا ريب الزمن | تجوب بي الأرض علنداة شزن | ترفعني وجنا وتهوي بي وجن | حتى أتى عاري الجآجي والقطن | تلفه في الريح بوغاء الدمن فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه وقال : عبد المسيح على جمل مشيح ، أتى إلى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك بني ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها . | يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وبعث صاحب الهراوة ، وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليست الشام لسطيح بشام ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكل ما هو آت آت . | ثم قضى سطيح مكانه . | فثار عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول : | شمر فإنك ماضي الهم شمير | لا يفزعنك تفريق وتغيير | إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم | فإن ذا الدهر أطوار دهارير | فربما ربما أضحوا بمنزلة | تهاب صولهم الأسد المهاصير | منهم أخو الصرح بهرام وإخوته | والهرمزان وسابور وسابور | والناس أولاد علات فمن علموا | أن قد أقل فمحقور ومهجور | وهم بنو الأم إما إن رأوا نشبا | فذاك بالغيب محفوظ ومنصور | والخير والشر مقرونان في قرن | فالخير متبع والشر محذور | فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح ، فقال : إلى أن يملك منا أربعة عشر قد كانت أمور . | فملك منهم عشرة أربع سنين ، وملك الباقون إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه . | وكان سطيح لحما على وضم ، لم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفين ، ويطوى من ترقوته إلى رجليه كما يطوى الثوب ، ولم يكن منه شيء يتحرك إلا لسانه ، وكان يحمل على وضمة . |
2 ( الباب الرابع والعشرون | في ذكر أمهات الحوادث في سنيه صلى الله
عليه وسلم ) 2
وكان من أعظم الحوادث في السنة الأولى من مولده انشقاق الإيوان ، وقصة
Страница 97