288

Вафа би Ахваль Мустафа

الوفا بأحوال المصطفى

Редактор

مصطفى عبد القادر عطا

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1408هـ-1988م

Место издания

بيروت / لبنان

بالدليل لا تقليدا . | ولهذا كانوا يتعرضون ليعرفوا السبب ، فيقولون : واصلت ونهيتنا وفعلت كذا . فيبين لهم سبب ذلك . | فلما أذعنت له القلوب وشاع الإسلام ضنيت قلوب مكذبيه وحاسديه . | فرضي اليهود بالخلود في النار اتباعا لمقتضى الحسد ، ومع علمهم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . | وأخذ قوم يقولون بزعمهم ، مثل القرآن : كمسيلمة ، فإنه قال : يا ضفدع نقي كم تنقين . | وسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على رأس صبي فنبت شعره ، فمسح على رأس صبي فقرع . | وبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم بصق في بئر فجاشت بالري فبصق هو في بئر فيبست . | فلما فشا الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفتحت البلدان ، اجتمع جماعة من الملحدين فقالوا : لا طاقة لنا بالمسلمين ، فهلموا حتى نظهر الإسلام وندحل فيه الآفات . | وهم الباطنية ، يظهرون الإسلام والتعبد ومقصودهم الجهال واصطيادهم ، فإذا تملكوا منهم كاشفوا بالإلحاد . | قال ابن عقيل : لو اجتمعت برئيس الباطنية سلكت معه طريق الإزراء على عقله وعقول أتباعه . | فكنت أقول : للآمال طرق ووجوه ، ووضع الأمل في جهة الإياس حمق . | وقد طبقت شريعة الإسلام الأرض وتمكنت . | فلها مجمع كل سنة بعرفه ، وكل أسبوع في الجمعة ، ومجامع في المساجد . | فمتى تحدثون أنفسكم بتكدير هذا البحر الزاخر وتمحيق هذا الأمر الظاهر في الآفاق ، وكل يوم يؤذن على مائتي ألف منار باسم هذا الرسول . | وغاية ما أنتم عليه حديث في خلوة ، لو ظهر لم يؤمن هلاك قائله . | فلا أعرف أحمق منكم | هذا إلى أن يجيء باب المناظرة | قال المصنف : وقد اندس جماعة من الملحدين في المسلمين ، كأبي العلاء المعري ، وابن الراوندي قبله ، فماتا على أقبح صفة . | واندس منهم جماعة في المحدثين ، فوضعوا أحاديث يقصدون بها شين الشريعة وتناقضها . | فأظهر الله علماء يكشفون فضائحهم ، ويبينون الصواب من الخطأ . | وأظهر قوم التكهن ، فأقبلوا يخبرون عن الغيوب ، وأخذ قوم يتكلمون على ما في القلوب ، والمنجم عما يكون غدا . | كل ذلك ليظهروا أن دين الإسلام لم يأت بمعجزة . | ويأبى الله إلا أن يتم نوره . | قال ابن عقيل : ومن أكبر الدلائل على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم ، أن الباري سبحانه إنما يمهل الكذاب يسيرا ثم يستأصله بالعذاب . | فيجوز أن يمهل من يكذب عليه سنين ، ثم يثبت شريعته بعده ؟ | وقد أقدم على نسخ شريعتين قبله ، وحلل السبت ، ثم ينصر أتباعه على الأمم ويؤيد حكمته بالإعجاز ؟ | حاشاه أن يفعل ذلك ، إذ لو فعله لم يتبين الصدق من المحال . | ألم تسمعه تعالى يقول : { س 69 ش 44 ولو تقول علينا بعض صلى الله عليه وسلم

Страница 357