Вафа би Ахваль Мустафа
الوفا بأحوال المصطفى
Исследователь
مصطفى عبد القادر عطا
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
1408هـ-1988م
Место издания
بيروت / لبنان
فارس ، ثم غورت وجرت صوب واسط ، فأنفق الأكاسرة على سدها وإعادتها إلى مجراها القديم أموالا كثيرة ولم يثبت السد . | فلما ولي قباذ بن فيروز انبثق في أسافل كسكر بثق عظيم ، وغلب الماء فأغرق عمارات كثيرة ، فلما ولي أنو شروان بنى مسنيات ، فعاد بعض تلك العمارة وبقيت على ذلك إلى أن ملك أبرويز بن هرمز بن أنو شروان ، وكان من أشد القوم بطشا وتهيأ له ما لم يتهيأ لغيره . فسكر دجلة العوراء وأنفق عليها ما لا يحصى ، وبنى طاق مجلسه ، وكان يعلق فيه تاجه ويجلس والتاج فوق رأسه معلق من غير أن يكون له على رأسه ثقل . | قال وهب بن منبه : وكان عنده ثلثمائة وستون رجلا من الحزاة ، والحزاة : العلماء من بين كاهن ، وساحر ، ومنجم ، وكان فيهم رجل من العرب يقال له السائب يعتاف اعتياف العرب قلما يخطىء . بعث ( به ) إليه باذان من اليمن . | فكان كسرى إذا حزبه أمر جمع كهانه وسحرته ومنجميه فقال : انظروا في هذا الأمر ما هو . | فلما أن بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أصبح كسرى ذات غداة وقد انفصمت طاق ملكه من وسطها ، فلما رأى ذلك أحزنه وقال : انفصم طاق ملكي وانخرقت دجلة العوراء ( شاه بشكست ) يقول : الملك انكسر . | ثم دعا كهانه وسحرته ومنجميه ودعا السائب معهم ، فأخبرهم ، بذلك وقال : انظروا في ذلك الأمر . | فنظروا فأظلمت عليهم الأرض وتسكعوا في علمهم ، ولم يمض لساحر سحره ولا لكاهن كهانته ، ولا لمنجم علم نجومه . | وبات السائب في ليلة ظلماء على ربوة من الأرض يرمق برقا نشأ من أرض الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق . فلما أصبح ذهب ينظر إلى ما تحت قدميه فإذا روضة خضراء . فقال فيما يعتاف : لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ الشرق والغرب تخصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت عن ملك كان قبله . | فلما اجتمعت الحزاة قال بعضهم لبعض : والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمر جاء من السماء ، وإنه لنبي قد بعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ويكسره ، ولئن نعيتم لكسرى ملكه ليقتلنكم ، فأقيموا بينكم أمرا تقولونه . | فجاؤوا كسرى فقالوا له : إنا نظرنا في هذا فوجدنا حسابك الذين وضعت على حسابهم طاق ملكك وسكرت دجلة العوراء وضعوه على النحوس ، وإنا سنحسب لك حسابا تضع عليه بنيانك فلا يزول . | قال : فاحسبوا . فحسبوا له ثم قالوا له : ابنه فبناه . | فعمل في دجلة ثمانية أشهر ، وأنفق فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو ، حتى إذا فرغ قال لهم : أجلس على سورها ؟ | قالوا : نعم . فأمر بالبسط والفرش والرياحين فوضعت عليها وأمر بالمرازبة فجمعوا له ، وجمع اللعابون ثم خرج حتى جلس عليها ، فبينا هو هنالك انتسفت دجلة البنيان من تحته ، فلم يستخرج إلا بآخر رمق ، فلما أخرجوه قتل من الحزاة قريبا من مائة وقال : تلعبون بي ؟ | قالوا : أيها الملك أخطأنا كما أخطأ من قبلنا ، ولكنا سنحسب لك حسابا حتى تضعها على الوفاق من السعود . | قال : انظروا ما تقولون . | قالوا : فإنا نفعل . | فحسبوا له ثم قالوا له ابنه . فبنى وأنفق من الأموال ما لا يدرى ما هو ثمانية أشهر ثم قال : أفأخرج فأقعد ؟ | قالوا : نعم . فركب برذونا له وخرج يسير عليها إذ انتسفته دجلة بالبنيان فلم يدرك إلا بآخر رمق ، فدعاهم فقال : والله لأمرن على آخركم ولأترعن أكتافكم ولأطرحنكم بين أيدي الفيلة ، أو لتصدقني ما هذا الأمر الذي تلفقون علي ؟ | قالوا : لا نكذبك ، أيها الملك أمرتنا حين انخرقت عليك دجلة وانفصمت طاق مجلسك أن ننظر في علمنا ، فنظرنا فأظلمت علينا الأرض وأخذ علينا بأقطار السماء فلم يستقم لعالمنا علمه ، فعرفنا أن هذا لأمر حدث من السماء ، وأنه قد بعث نبي أو هو مبعوث ، فلذلك حيل بيننا وبين علمنا ، فخشينا إن نعينا ملكك أن تقتلنا فعللناك على أنفسنا بما رأيت . فتركهم ولهى عنهم وعن دجلة حين غلبته . | وقال ابن إسحاق : كان من حديث كسرى قبل أن يأتيه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أنه كان سكر دجلة العوارء وأنفق فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو . وذكر الحديث الذي سقناه بعينه . | وقال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن الحسن البصري أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ، ما حجة الله على كسرى فيك ؟ | قال : ( بعث الله إليه ملكا فأخرج يده من سور بيته الذي هو فيه تلألأ نورا . فلما رآها فزع ) . | قال : ( لم تفزع يا كسرى ؟ إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاتبعه لتسلم دنياك وآخرتك . قال : سأنظر ) . | وقال ابن إسحاق : بعث الله ملكا إلى كسرى وهو في بيت من بعض بيوت إيوانه الذي لا يدخل عليه فيه ، فلم يرعه إلا هو قائما على فراشه في يده عصا بالهاجرة في الساعة التي كان يقيل فيها ، فقال : يا كسرى أتسلم أو أكسر هذه العصا ؟ | فقال : بهل بهل . | فانصرف عنه ثم دعا حراسه وحجابه فتغيظ عليهم ، وقال : من أدخل هذا الرجل علي ؟ قالوا : ما دخل عليك أحد ولا رأيناه . | حتى إذا كان العام القابل أتاه الساعة التي أتاه فيها فقال له كما قال له . ثم قال : أتسلم أو أكسر هذه العصا ؟ | قال : بهل بهل . | فخرج عنه فدعا كسرى حجابه وبوابيه ، فتغيظ عليهم وقال لهم كما قال أول مرة . | قالوا : ما رأينا أحدا دخل عليك . | حتى إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي جاءه فيها ، وقال كما قال له ثم قال له : أتسلم أو أكسر هذه العصا ؟ | قال : بهل بهل . | قال : فكسر العصا ثم خرج . فلم يكن إلا أن تهور ملكه . | قال الزهري : حدثت عمر بن عبد العزيز هذا الحديث عن أبي سلمة قال : ذكر لي أن الملك إنما دخل عليه بقارورتين في يديه ثم قال : أسلم . | فلم يفعل فضرب إحداهما بالأخرى فرضهما ثم خرج . فكان من هلاكه ما كان .
عن خالد بن ويدة ، وكان رأسا في المجوس ثم أسلم ، قال : كان كسرى إذا ركب ركب أمامه رجلان فيقولان له ساعة بساعة : أنت عبد ولست برب . فيشير برأسه : أي نعم . | قال : فركب يوما فقالا له ذلك فلم يشر برأسه ، فعلم ذلك صاحب شرطته فأتاه ليعاتبه ، وكان كسرى قد نام ، فلما وقع صوت حوافر الدواب في سمعه استيقظ فدخل عليه صاحب شرطته ، فقال : أيقظتموني ولم تدعوني أنام ، إني رأيت أنه رقي بي فوق سبع سموات فوقفت بين يدي الله تعالى ، فإذا رجل بين يديه عليه إزار ورداء ، فقال لي سلم بحر مفاتيح خزائن أرضي إلى هذا ألست المأمور بكذا ؟ | قال : وصاحب الإزار والرداء يعني به النبي صلى الله عليه وسلم .
عن ابن قتيبة : أن أبرويز قال : رأيت في المنام قائلا يقول لي : إنكم
Страница 178