[215] 292- قال مالك: وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن والصين ومعلمين، فلما قدما إلى اليمن تفرقا في المنزل ثم التقيا فقال معاذ لأبي موسى الأشعري كيف تقرأ القرآن اليوم؟ قال مالك: وأحسبهما كانا قد اشتغلا بتعليم الناس الإسلام والقرآن، فقال أبو موسى أما أنا فأتفوقه تفوقا ماشيا وراكبا وقاعدا وعلى كل حال. قال معاذ أما أنا فأنام أول الليل ,أقوم آخره، وأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
293- قال عبد الملك: فهذا الحديث وحديث علي حين قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمنعه من قراءة القرآن شيئ إلا أن يكون جنبا" يدلان على أنه لا بأس بقراءة القرآن مضطجعا وقاعدا وقائما وماشيا وراكبا وعلى كل حال.[215]
[216]
ما يستحب من العمل في التغوط والبول
294- حدثنا عبد الملك قال:
حدثني عبيد الله بن موسى عن عيسى الحناط قال: حدثني نافع عن ابن عمر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس على كنيفه مستقبل القبلة.
295- قال عيسى الحناط وحدثني أبي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا[216] [217] تستقبلوا القبلة لغائط ولا تستدبروها.
قال الحناط فذكرت ذلك للشعبي فقال: صدق أبو هريرة. وصدق ابن عمر أما قول أبي هريرة فذلك في الصحراء، لا يستقبلها ولا يستدبرها. أما قول ابن عمر فالكنيف بيت صنع للنتن ليس فيه قبلة استقبل حيث شئت.
296- قال عبد الملك:
وكان مالك يروي الشدة فيه، والرخصة مجملة بلا تفسير.
[218]
روي عن أبي أيوب أنه قال: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس يعني المراحيض وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذهب أحدكم الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه".
297- وروي عن ابن عمر أنه قال إن أناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبلة القبلة ولا بيت المقدس وقد ارتقيت على ظهر بيت لنا يوما[218]
Страница 51