Вади Натрун
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Жанры
واريك فنستد “Eric Vinstedt”
ص 3. وها هي كما وردت في السنكسار القبطي العربي (الباترولوجية الشرقية) لجرافين ونو “Graffin & Nau”
ترجمة رنيه باست “René Basset”
ص 699:
اليوم السادس والعشرون من شهر طوبة
في هذا اليوم استشهاد القديسين الابهات الرهبان الشيوخ التسعة وأربعين والرسول وابنه. وسبب استشهادهم أن كان على زمان تيودوز الملك ابن اركاديوس الملوك الأبرار وان تيودوز لم يكن له ولد فارسل إلى الشيوخ بشيهات يسألهم أن يسألوا الله فيه فيعطيه ولدا. وكان فيهم شيخ كبير يسمى الأب اسيدروس كتب إلى الملك يعرفه ان الله ما أراد أن يخرج منك ولدا حتى يشارك أرباب البدع بعدك. فلما وقف الملك على رسالتهم بذلك شكر الله وسكت. فأشار عليه قوم أردياء أن يتزوج امرأة أخرى ليرزق منها ولدا يرث الملك من بعدك. وكان للملك أخت تسمى بلخارية ردية وهي التي أقامت القلق على البيعة ودخلت تقول لأخيها: لماذا تترك الغرباء يأخذون مملكتك وأنت بغير ولد يملك مكانك. قم الآن وتزوج امرأة أخرى لتلد لك أولادا يرثونك. فأجابهم: ما أفعل شيئا بخلاف أمر الشيوخ ببرية مصر. لأن صيتهم كان قد خرج في أكثر الدنيا. فأرسل رسولا يستأذنهم في ذلك. وكان للرسول ابن وحيد فطلب من أن يصحبه فأخذه معه ليتبارك من الشيوخ. ولما وصلوا إلى الشيوخ وقرؤا كتاب الملك وكان أنبا اسيدروس قد تنيح فأخذوا الرسول وأتوا به إلى حيث جسده وقالوا للجسد: يا أبونا قد وصلت هذه الكتب من عند الملك وما نعرف بم نجاوبه . فجلس الشيخ وقال للرسول: أما قد قلت للملك إن الرب مايرزقه ولدا يتنجس بالخلاف فلو أنه يتزوج عشرا من النساء لا يرزق منهن ولدا. ثم عاد القديس وانضجع. فكتب المشايخ للرسول جواب الكتب. ولما عزم بالخروج وإذا البربر قد أتوا فوقف شيخ كبير يقال له أنبا يونس وقال للاخوة: هو ذا قد أتوا وهم ما يطلبون إلا قتلنا. فمن أراد الشهادة يقف معي. ومن خاف يطلع الجوسق. فهرب بعضهم وبقى مع الشيخ ثمانية وأربعون فأتى البربر وذبحوا الشيوخ. فالتفت ابن الرسول من الطريق فرأى الملائكة وهو يضعون الاكاليل على رؤوس الشيوخ المقتولين وكان اسم الصبي دايوس. فقال لأبيه: هو ذا أنا أبصر قوما روحانيين يضعون الاكاليل على رؤوس الشيوخ والآن أنا ماض آخذ إكليلا مثلهم. فأجابه والده: وأنا معك يابني. فعادوا وأظهروا نفوسهم للبربر فقتلوهم وأخذوا الشهادة.
وبعد مضي البربر نزلت الرهبان من الجوسق وضموا الأجساد وجعلوهم في مغارة. فصاروا يصلون قدامهم كل ليلة ويرتلون ويتباركون منهم. فجاء قوم وسرقوا جسد أنبا يونس وذهبوا به إلى البتنون وأقام عندهم مدة فأعاده الشيوخ إلى مكانه. وآخرون من أهل الفيوم سرقوا جسد الصبي وعندما وصلوا به إلى البحيرة بالفيوم خطفه ملاك الرب وأعاده إلى حيث جسد أبيه. ودفوعا جربها الرهبان فكانوا يفرقون جسد الصبي من جسد أبيه فيأتون باكرا فيجدونه وأباه إلى حيث رأى بعض الشيوخ رؤيا كمن يقول له: يا سبحان الله عندما كنا في الجسد لم نفترق وعند المسيح لم نفترق فلماذا تفرقون بيننا. ومن ذلك اليوم لم يعودوا يفرقونهم. ولما خربت البرية خافوا على الأجساد فنقلوهم من مكانهم وأتوا بهم إلى جانب كنيسة أبو مقار وبنوا لهم مغارة وعملوا عليها كنيسة على زمان تاودسيوس البطريرك. ولما أتى الأب بنيامين ثبت لهم عيدا في الخامس من أمشير لظهور أجسادهم. ويبعتهم الآن بقلاية تعرف باسمهم قبطيا وهما “nime”
بيهما ابسيت. أعني تسعة وأربعين صلاتهم وشفاعتهم تكون معنا آمين. ا.ه.
أما غزوة البربر الثالثة فقد وقعت في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي في عهد ديسقورس “Dioscore”
البطريرك الخامس والعشرين (عام 444-458م). وقد جاء في كتاب (قديسو مصر ج 1 ص 286) في سيرة القديس موسى وستة من الرهبان استشهدوا في صحراء شيهات أن الراهب موسى كان في ريعان شبابه في أول القرن الخامس الميلادي وأنه عندما كبر وأصبح شيخا أتى البربر وقتلوه هو والرهبان الستة المذكورين. وينبغي لنا ألا نخلط بين هذا القديس والقديس موسى الأسود الذي هو بلا ريب شخص آخر.
Неизвестная страница