Вади Натрун
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Жанры
الذي زار صحراء شيهات في عام 402م. فقد حدثنا هذا عن أعجوبتين حدثتا داخل دير يوحنا القصير في الموقع عينه الذي تحولت فيه عصا سيده أموى “Amoi”
إلى شجرة الطاعة بعد أن سقيت ثلاث سنوات. وليس في حديثه هذا أي دليل أو ما يلمح منه أن صحراء شيهات كانت في هذه المدة مهجورة أو متخربة. ا.ه.
ثم قال أميلينو أثناء الكلام على فرار يوحنا القصير ووفاته في كليسما (القلزم) “Clysma”
بجوار السويس ما نصه:
وعلى حسب ما ذهب اليه كاترمير لابد أن تكون قد حدثت غارة أخرى للبربر كانت سببا في فرار يوحنا. ولو أخذنا في ذلك برأي تيلمونت “Tillemont”
لما كانت تقع غارة أخرى قبل سنة 430 أو 434م الأمر الذي يسير بنا بعيدا.
ويتتضح مما تقدم أن أميلينو يرى تعيين غارة البربر الأولى بين عام 402 وعام 430م مع أن غارتهم الثانية حدثت في هذا التاريخ الأخير كما سيأتي ذلك فيما بعد. ولعل هذه الغارة هي التي آشار اليها تيلمونت.
ويظهر أن الرهبان رحلوا جميعا من الصحراء عند ظهور البربر فيها المرة الأولى في سنة 410م. ولم يبق بها على الترجيح سوى القديس أرسانيوس الذي أقام في الجبل وحده فظل هناك وتوكل على الله وهو مازال يردد هذه العبارة: (إن عناية الرب تشمل الجميع وما من أمر يحدث إلا بمشيئته. فلو كان الله قد أراد التخلي عني فلماذا اتمسك بالحياة).
وروى أن القديس أرسانيوس كان يمر بعد ذلك بين صفوف اللصوص المسلحين دون أن يشعروا به لأن الله يخفيه عن أبصارهم.
وبعد مضي عشرين عاما من هذا التاريخ وقعت الغارة الثانية للبربر أي سنة 430م في عهد كيرلس الأكبر البطريرك الرابع والعشرين (412-444). وقد ترك أرسانيوس في هذه المرة مكان نسكه وانسحب إلى دير طرا حيث أقام إقامته الأولى التي ظلت عشر سنوات.
Неизвестная страница