ومن السيئات التي تمحو الحسنات.
قال عثمان: ما ينبغي أن تيأس من روح الله ولا أن تقنط من رحمته، وإنك معرض للإثم كما أنك معرض للعمل الصالح، وإنك معرض للسيئات كما أنك معرض للحسنات، وما ينبغي أن تكره الحياة وفيها رسول الله.
قال عمار: أما هذا فنعم، ثم نهض كأنه لا يجد ألما ولا سقما ولا عناء، وكأنما ردت إليه قوته كأقوى ما تكون قوة الرجال، نهض وهو يقول لعثمان وأصحابه: ويحكم! ما يحبسنا عن رسول الله؟! ومضوا إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، فجلسوا مع غيرهم من جماعة المسلمين إلى النبي يسمعون له وهو يعظهم ويزكيهم ويتلو عليهم القرآن.
قال أبو جهل لعتبة بن أبي ربيعة وأخيه شيبة: أما إنكما قد استنقذتما حشاشة عمار من الموت! ولو قد خليتما بيني وبينه لووري في التراب ثلاثة لا اثنان.
قال عتبة: فقد خففنا عنك الوزر أبا الحكم.
قال أبو جهل، وقد ابتسم ثغره عن نية منكرة ورأي بشع: إني لا أحب لعدوي أن يموت؛ لأن ذلك يريحه ويكف عنه بأسي ويرد على قلبي ما فيه من الغل،
239
وإنما أحب له أن يحيا لأذيقه البأس مجددا، ولأجرعه غصص العذاب شيئا بعد شيء، ولا واللات والعزى لا تعرضان بيني وبين عمار منذ اليوم إلا أن تريدا إثارة الشر بين حيكما وبين مخزوم كلها، فقد كان ياسر لنا حليفا، وكانت سمية لنا أمة، وما زلنا نرى عمارا لنا عبدا.
قال شيبة: فإن عمك أبا حذيفة قد أعتق عمارا وأخويه.
قال أبو جهل: فإن لنا ولاءهم على كل حال.
Неизвестная страница