حتى يفعلوا؟
قال أبو جهل: فإني أريد أن أستأصل هذا الشر قبل أن يستفحل، امض أبا سفيان بتجارتنا حيث شئت، فإن علي أن أحمي ظهرك، وأن أحفظ لك مكة كما تحب أن تكون.
قال عتبة بن ربيعة: يا معشر قريش، كلكم قال فأحسن القول، إنا والله ما نرضى أن تسفه أحلامنا ولا أن تعاب آلهتنا ولا أن تتعرض أموالنا لشر، ولكن لنا في القصد والعافية ما يغنينا عن العنف والبطش، فلنؤدب سفهاء
75
قومنا بالأناة واللين، ولنأخذ الرقيق والأحلاف بالشدة والعنف، فإنا إن نفعل ذلك نقر السلم في ذات بيننا، ونجعل من الرقيق والأحلاف مثلا وعبرة ونكالا.
قال أبو جهل: وهل فعلت غير هذا؟! إني واللات والعزى لو أطعت نفسي لقتلت الأرقم بن أبي الأرقم، ولحرقت داره على من فيها، ولوجدت في ذلك شفاء لنفسي أي شفاء! ولكني أوثر العافية في مخزوم، وأتخذ من هؤلاء الأخلاط والمستضعفين نكالا للصابئين
76
من قريش.
قال الوليد بن المغيرة وهو ينهض متثاقلا ويضحك ساخرا: بئس والله ما تصنع يا ابن أخي! إنما يقيس القوي قوته إلى الأضراب والنظراء،
77
Неизвестная страница