206

Вабиль ас-Саййиб

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Исследователь

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Издатель

دار عطاءات العلم (الرياض)

Номер издания

الخامسة

Год публикации

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Место издания

دار ابن حزم (بيروت)

فصل وعلى حسب نور الإيمان في قلب العبد تَخْرُجُ أعماله وأقواله ولها نورٌ وبرهان، حتى إن من المؤمنين من يكون نور أعماله إذا صعدت إلى الله ﵎ كَنُورِ الشمس، وهكذا نور روحه إذا قَدِم بها على الله ﷿، وهكذا يكون نورهُ السّاعي بين يديه على الصراط، وهكذا يكون نور وجهه في يوم القيامة، والله تعالى المستعان وعليه التكلان. السابعة والثلاثون: أن الذكر رأس الأمور، وطريقُ عامَّةِ الطائفة، ومَنْشُور الوَلاية، فمن فُتِح له فيه فقد فُتِح له باب الدخول على الله ﷿، فَلْيَتَطَهَّرْ، وَلْيَدْخُل على ربه ﷿ يَجِدْ عنده كل ما يريد، فإن وجد ربه ﷿ وَجَد كلَّ شيء، وإن فاته ربه ﷿ فاته كلُّ شيء. الثامنة والثلاثون: أن في القلب خَلَّةً وفاقةً لا يَسُدُّها شيءٌ ألبته إلا ذكر الله ﷿، فإذا صار الذكر شِعار القلب، بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة، واللسان تَبَعٌ له، فهذا هو الذكر الذي يَسُدُّ الخَلَّة، ويُغْنِي الفاقة، فيكون صاحبه غنيًّا بلا مال، عزيزًا بلا عشيرة، مَهيبًا بلا سلطان، فإذا كان غافلًا عن ذكر الله ﷿ فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جِدَّتَه، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته. التاسعة والثلاثون: أن الذكر يجمع المتفرِّق، ويفرِّق المُجْتَمِع، ويقرِّب البعيد، ويُبَعِّد القريب؛ فيجمع ما تفرَّق على العبد من قلبه وإرادته،

1 / 155