358

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Издатель

دار العفاني

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Место издания

مصر

Жанры

فقال: "اخسأ، فلن تعدوَ قَدْرَك" (^١). فقال عمر ﵁: دَعْني يا رسول الله أضربُ عُنقَه. فقال النبي ﷺ: "إِن يَكُنْه فلن تُسَلَّط عليه (^٢)، وإن لم يَكُنْه فلا خيرَ لك في قَتْله" (^٣).
• وعن أبي سعيدٍ ﵁ قال: لَقِيه رسولُ الله ﷺ وأبو بكر وعمرُ في بعض طرقِ المدينة، فقال له رسولُ الله ﷺ: "أتشهدُ أنى رسولُ الله؟ ". فقال هو: أتشهدُ أني رسول الله؟ فقال رسول الله ﷺ: "آمنتُ بالله وملائكتِه وكُتبه، ما ترى؟ " قال: أرى عَرشًا على الماء، فقال رسول الله ﷺ: "ترى عرشَ إبليس على البحر. وما ترى؟ " قال: أرى صادِقِينَ وكاذبًا -أو: كاذِبِين وصادقًا- .. فقال رسول الله ﷺ: "لُبِّس عليه. دعوه" (^٤).

= ﷺ: "أخسأ فلن تعدوَ قَدْرَك" أي: القدر الذي يدرك الكهّان من الاهتداء إلى بعض الشيء، وما لا يبين من تحقيقه، ولا يصل به إلى بيان أمور الغيب.
(^١) اخسأ: أي: اسكت صاغرًا مطرودًا. وأصل معناها التباعد والطرد. انظر "لسان العرب" (١١٥٥ - ١١٥٦). وقال النووي: اخسأ: اقعد.
"فلن تعدو قدرك": قال الحافظ: أي لن تجاوز ما قَدَّر الله فيك، أو مقدار أمثالك.
قال العلماء: استكشف النبي ﷺ أمره ليبين لأصحابه تمويهه لئلا يلتبس حاله على ضعيف لم يتمكن من الإسلام.
ومُحَصَّل ما أجاب به النبي ﷺ أنه قال له على طريق الفرض والتَنَزُّل: إن كنت صادقًا في دعواك الرسالة ولم يختلط عليك الأمر آمنت بك، وإن كنتَ كاذبًا وخُلِّط عليك الأمر فلا، وقد ظهر كذبك والتباس الأمر عليك؛ فلا تعدو قدرك.
(^٢) أى: إن يكن هو الدجال الذي سيخرج بين يدي الساعة فلن تستطيع قتله؛ لأن الله سبحان قدّر أنه خارج.
(^٣) رواه البخاري (٣/ ٢١٨) (٣٠٥٥)، ومسلم (٦/ ٦١٦) (٢٩٣٠)، وأبو داود (٤٣٢٩)، والترمذي بنحوه (٢٢٣٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(^٤) أخرجه مسلم (٢٩٢٥)، والترمذي (٢٢٤٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

1 / 366