318

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Издатель

دار العفاني

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Место издания

مصر

Жанры

آخر، فقال لهم: "لقد خالفتم محمدًا، ولم أُشرِككم في غَدركم، فإن أبيتم أن تدخلوا معه في دينه، فاثْبُتوا على اليهودية، وأعطُوا الجزيةَ، فواللهِ، ما أدري أيقبلُها منكم أم لا؟ "، ولكنهم رفضوا أيضًا هذا الاقتراح؛ حيث كان جوابُهم -والغرور لَمَّا يزل يشحن رؤوسهم-: "نحن لا نُقِرُّ للعرب بخَراج في رقابنا يأخذونه، القتلُ خير من ذلك".
وهنا أعلن عمرو بن سعدى مفارقتَه لقومه، وخرج من حصون قومه بني قريظة، بعد أن طوَّقها الجيشُ الإسلاميُّ من كلِّ مكان، وكان خروجُه ليلًا.
وعندما خرج هذا الزعيمُ اليهودي من حصون قومه، مفارقًا لهم -وكان خروجه ليلًا - التقى به رجالُ الحَرَس النبوي، الذين كانوا يقومون بأعمال الدورية: فأتَوا به إلى قائِدِهم محمدِ بنِ مَسْلَمةَ الأنصاري. قال ابن إسحاق: "خرج عمرُو بنُ سُعدى القُرظيُّ، فمر بحَرَسِ رسول الله ﷺ وعليه محمدُ بنُ مسلمةَ الأنصاريُّ تلك الليلة، فلما رآه ابنُ مسلمة استوقفه قائلًا: مَن هذا؟ قال: أنا عمرو بن سعدى -وكان عمرو قد أبى أن يدخلَ مع بني قريظة في غَدْرهم برسول الله ﷺ وقال: لا أغدِرُ بمحمدٍ أبدًا-. فقال ابنُ مسلمة -حين عرف أنه ابن سعدى-: اللهم لا تَحرِمْني إقالةَ عثراتِ الكرام، ثم خَلَّى سبيله، فخرج على وجهه حتى بات- مستأمَنًا - في مسجد رسول الله ﷺ تلك الليلةَ بالمدينة، ثم خرج فلم يُدْرَ أين توجَّه من الأرض".
• ولقد وصف النبي ﷺ عمرو بن سعدى بالوفاءِ، وذلك أنه لَمَّا ذُكرت له قِصةُ إلقاءِ الحرس القبضَ عليه، ثم إخلاءِ محمدِ بنِ مسلمةَ

1 / 325