297

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Издатель

دار العفاني

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Место издания

مصر

Жанры

وجُرح الحارثُ بن أَوْسٍ في رِجْلِه ببعض سيوفِ أصحابه أو في رأسه، فَنَزَفَهُ الدمُ، وتأخَّر قليلًا عن أصحابه الذين سَلَكوا على بني أُمَية بن زيد إلى بني قُرَيْظَة، إلى "بُعَاث" (^١)، إلى "حَرَّة العُرَيْض" (^٢)، فانتظروا صاحبَهم الحارثَ هناك حتى وافاهم، فأتَوا به رسولَ الله ﷺ في آخِرِ الليل وهو يُصلِّي، فأخبروه بقتل ابن الأشرف؛ وكان ذلك في شهرِ ربيعٍ الأول من السَّنةِ الثالثةِ من الهجرة (٦٢٤ م).
وهكذا انتهت حياةُ أحدِ أعداء المسلمين الذين آذاهم وحَرَّض عليهم كثيرًا.
• عن سفيانَ، عن عمرِو قال: سمعت جابرَ بن عبد الله ﵁ يقول: قال رسول الله ﷺ: "مَنْ لي بكعب بنِ الأشراف؟ فإنه قد آذى اللهَ ورسوله؟ " فقام محمدُ بنُ مسلمة فقالَ: يا رسولَ الله، أتحبُّ أن أقتله؟ قال: "نعم" قال: فأْذَنْ لي أقل شيئًا. قال: "قل".
فأتاه محمد بنُ مَسْلَمةَ، فقال: إنَّ هذا الرجلَ قد سأَلَنا صدقةً، وإنه قد عنَّانا (^٣)، وإني قد أتيتُك أستسلفُك. قال: وأيضًا واللهِ لَتَمَلُّنَهُ. قال: إنا قد اتَّبعناه، فلا نحبُّ أن نَدَعَه حتى ننظرَ إلى أيِّ شيءٍ يصيرُ شأنُه، وقد أردنا أن تُسلِفَنا وَسْقًا أو وَسْقَينِ -فقال: نعم، ارهَنوني. قالوا: أيَّ شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءَكم. قالوا: كيف نَرهنُك نساءَنا وأنت أجملُ العرب؟ قال:

(^١) بعاث: موضع في نواحي المدينة كانت فيه وقائع بين الأوس الخزرج في الجاهلية، انظر: "معجم البلدان" (٢/ ٢٢٣).
(^٢) حرَّة العريض: حرَّة بالقرب من المدينة، لا ذكر لها في "معجم البلدان".
(^٣) أي: أثقل كواهلنا وأتْعَبَبا بما يطلبُه من المال.

1 / 304