Достоинства Египта, его новости и особенности
فضائل مصر وأخبارها وخواصها
Исследователь
د علي محمد عمر
Издатель
مكتبة الخانجي
Номер издания
الثانية
Год публикации
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Место издания
القاهرة
Жанры
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
المؤلف ونسبة كتاب الفضائل إليه
هو الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن على بن خالد بن راشد بن عبد الله بن سليمان بن زولاق أبو محمد الفقيه الليثى المصرى (^١).
ولد بفسطاط مصر سنة ٣٠٦ وتوفى سنة ٣٨٧ هـ، ونشأ فى مهد العلم والدرس، فكان جده الحسين بن الحسن من مشاهير العلماء (^٢). ودرس الرواية التاريخية على أبى عمر الكندى، ثم خص كأستاذه تاريخ مصر بدرسه وبحثه (^٣). وبلغ من محبته للتواريخ والحرص على جمعها وكتبها أنه كثيرا ما كان ينشد:
ما زلت تكتب فى التاريخ مجتهدا … حتى رأيتك فى التاريخ مكتوبا (^٤)
وقد أثرى ابن زولاق بنشاطه الثقافى والفكرى الحياة الثقافية بمصر فى القرن الرابع الهجرى، وكان أهم ما قدمه لمدرسة التاريخ فى مصر الإسلامية كما ورد لدى ياقوت: كتاب سيرة محمد بن طغج الإخشيد، كتاب سيرة جوهر، كتاب سيرة الماذرائيين، كتاب التاريخ الكبير على السنين، كتاب سيرة كافور، كتاب سيرة المعز، كتاب سيرة العزيز (^٥)، ويضيف ابن خلكان: كتاب فى خطط
_________
(^١) ابن الطحان: تاريخ علماء أهل مصر ص ٥٣، وابن خلكان ج ٢ ص ٩١
(^٢) ابن الطحان ص ٥٤
(^٣) لسان الميزان ج ٢ ص ١٩١
(^٤) ياقوت: إرشاد الأريب ج ٣ ص ٧
(^٥) ياقوت: إرشاد الأريب ج ٣ ص ٧
المقدمة / 3
مصر، كتاب أخبار قضاة مصر (^١) كتاب التاريخ الصغير (^٢) أخبار سيبويه المصرى.
كما أشار ابن زولاق فى كتابه فضائل مصر وأخبارها إلى كتابين آخرين أحدهما فى أخبار عمرو بن العاص، والآخر فى أخبار النيل (^٣).
وكتاب فضائل مصر وأخبارها وهو الذى نقدم له اليوم عنوانه كما جاء فى طرة بعض النسخ التى وصلت إلينا «فضائل مصر وأخبارها وخواصها» وتوحى عبارة المؤلف فى مقدمته لهذا الكتاب أنه فى أخبار مصر وفضائلها وصفتها، والعبارة لا تعدو أن تكون توضيحا أو إشارة لما يحويه الكتاب.
وسماه السخاوى «فضائل مصر وأخبارها» (^٤) وسماه غير واحد ممن ترجم له أو نقل منه «فضائل مصر» وممن ذكره كذلك ياقوت (^٥) والنويرى (^٦)، والصفدى (^٧)، وابن حجر (^٨)، والسيوطى (^٩) والبغدادى (^١٠).
كما أشار ابن زولاق فى كتابه «فضائل مصر» إلى نفسه فى صدر الكتاب، وكذلك أشار إلى نفسه بمناسبة الحديث عن أشراف مصر، والحديث عن الخلج التى كانت بمصر.
***
_________
(^١) ابن خلكان ج ٢ ص ٩١
(^٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢١٨
(^٣) لم يبق لنا من مؤلفات ابن زولاق سوى كتاب أخبار سيبويه المصرى وقد نشر بالقاهرة سنة ١٩٩٣ م. وكتاب فضائل مصر، وهو الذى نقدم له اليوم.
(^٤) السخاوى: الإعلان بالتوبيخ ص ٦٤٥
(^٥) إرشاد الأريب ج ٣ ص ٧
(^٦) نهاية الأرب ج ١ ص ٣٥٧
(^٧) الوافى ج ١١ ص ٣٧٠
(^٨) لسان الميزان ج ٢ ص ١٩١
(^٩) حسن المحاضرة ج ١ ص ٥٥٣
(^١٠) هدية العارفين ج ٥ ص ٢٧٣
المقدمة / 4
منهج ابن زولاق
يرجح أن ابن زولاق استعان بمنهج عمر بن أبى عمر الكندى-وكان من شيوخه-فى كثير من كتاباته فى فضائل مصر المحروسة لتطابق نصوص الكتابين فى كثير من الأحيان. أو لعله يعود إلى تشابه المصادر لدى كل منهما.
وكان من الطبيعى أن يتجه اهتمام ابن زولاق إلى التاريخ، فهذه مصر ماثلة أمامه بآثارها القديمة، تحكى أمجاد وطنه العريق وتكشف عن دوره الخالد فى خدمة الحضارة الإنسانية، وإذا كان المصريون على عهد ابن زولاق قد باعد الزمان بينهم وبين هذه العصور السحيقة، فكانوا لا يعرفون حق المعرفة ما تمثله هذه الآثار وما عليها من كتابات ونقوش، ومن ثم كان عمل ابن زولاق شاقا وعسيرا فى كتاباته عن هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر: «وذلك بسبب افتقار الباحثين فى التاريخ القديم من حيث الخبرة بالكشوف واللغة الهيروغليفية، وهى أمور لم يصل العلم إلى كشف أسرارها إلا فى مطلع العصر الحديث، ولذا لم يكن عجبا أن يلتمس هذا المؤرخ الوطنى سبيله إلى دراسة هذه الحقبة الخالدة من تاريخ مصر عن طريق القصص التى رددتها شفاه المعاصرين له، والتى امتلأت بها مجالسهم الخاصة والعامة، ولا ينتقص من قيمة هذه المحاولة أن القصص التى سردها ابن زولاق حفلت بالخيال الواسع، أو لأنها ابتعدت عن منهج البحث الذى نعرفه فى وقتنا الحاضر، إذ يكفى هذا المؤرخ فخرا أنه نجح فى إثارة غريزة حب الاستطاع عند مواطنيه فى تاريخ وطنهم القديم، وتلمس الروابط القيمة بين حاضرهم إذ ذاك وماضيهم التليد» (^١).
وإذا كان حديث ابن زولاق عن تاريخ مصر القديمة أقرب إلى الأساطير منه إلى التاريخ فى بعض موضوعاته، فإنه كلما اقترب من أحداث الفتح اتسمت كتاباته بكثير من الدقة التاريخية.
_________
(^١) العدوى: ابن عبد الحكم ص ٦٤ - ٦٥
المقدمة / 5
وكيفما كان الأمر فقد استهل ابن زولاق عرضه لأخبار مصر وفضائلها بآيات من القرآن الكريم جاء فيها ذكر مصر من مثل قوله تعالى: ﴿اِهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ﴾ [سورة البقرة:٦١] وقوله تعالى حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ [سورة الزخرف:٥١].
وسار ابن زولاق على النهج نفسه فى روايته لأحاديث الرسول الكريم التى ورد فيها ذكر مصر، ونقتبس منها حديثا روى عن الرسول ﷺ يوصى فيه صحابته بقبط مصر: «ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما» إذ كانت هاجر زوج إبراهيم الخليل ﵇ وأم ولده إسماعيل منهم، كما كانت مارية القبطية زوج الرسول ﷺ منهم أيضا.
وقد حافظت السلطات العربية فى مصر على هذا العهد، ففى دراسات ابن زولاق عن علاقة المسلمين بالأقباط، أن ولاة مصر شاركوا الأقباط فى الاحتفال بوفاء النيل كل عام، ذلك الاحتفال الذى ظل منذ عهد الفراعنة إلى الآن، لأن النيل مصدر ثروة مصر ورخائها.
وغدا هذا الاحتفال مناسبة طيبة للتقارب بين الأقباط وبين أولى الأمر فى مصر.
ومن نماذج روايات ابن زولاق فى هذا الجانب كذلك ما أشار إليه من أن الحسين بن على لما اجتمع مع معاوية، قال له الحسين: إن أهل حفن بصعيد مصر، وهى قرية مارية أم إبراهيم، فاسقط عن أهلها الخراج إكراما لرسول الله ﷺ فأسقطه عنهم.
كما أشاد ابن زولاق بمصر وبأهلها فى الجانب المرتبط بالرسل والأنبياء ودعائهم لمصر، وكذلك أشاد بموقف وزراء مصر فى القديم، وبين أن الله سبحانه أثنى عليهم فى كتابه الكريم لأنهم قدموا النصح لفرعون، وذلك على العكس من وزراء نمرود الذين حرضوه على البغى والقتل حين شاورهم فى أمر إبراهيم ﵇ فقالوا: حرّقوه وانصروا آلهتكم.
المقدمة / 6
أما إشادته بالسحرة الذين أحضرهم فرعون لموسى فقد بلغت حد الإعجاب حيث يقول: «آمنوا كلهم فى ساعة واحدة، ولا يعلم من آمن فى ساعة واحدة أكثر من هذا» وبلغ من نبل أهل مصر فى القديم أنه لم يفتن بعبادة العجل أحد من أهلها.
وعالج ابن زولاق فى ضوء هذا المنهج من كان بمصر من فلاسفة الإغريق، فأشاد ببلده مصر حين ذكر أن هؤلاء الفلاسفة والعلماء سكنوا مصر فى العصور السالفة، ووضعوا مؤلفات فى الفلك والهندسة والطبيعة والطب وغيرها فما غيرت أذهانهم ولا أضرت بعقولهم.
كما أشاد بعد ذلك بمن أنجبته مصر من الفقهاء والعلماء فجعل يزيد بن أبى حبيب فى قمة فقهاء وعلماء مصر وقتئذ.
أما سعيد بن عفير، ويحيى بن عثمان، وابن قديد فقد جعلهم ابن زولاق من أعلام المؤرخين البارزين فى القرن الثالث الهجرى.
كما أشاد بمن نبغ من مؤرخى مصر فى العصر الإخشيدى كأحمد بن يوسف الكاتب المعروف بابن الداية، وأبى سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، وأبى عمر محمد بن يوسف الكندى.
كما أوضح اعتزازه واعتزاز مواطنيه ببلدهم مصر فى التنويه بشأنها بذكر من وفد إليها من العلماء والخلفاء والشعراء.
وكان مركز الحركة العلمية الدينية فى مصر وقلبها الناهض فى ذلك العهد، جامع عمرو بن العاص، فكان ملتقى العلماء وإليه يفد الطلاب لتلقى العلم، كما كثر الوافدون إلى مصر من شتى الأمصار الإسلامية بغية الرواية عن علماء مصر.
وانتقل ابن زولاق من الإشادة بعلماء مصر إلى الإشادة بمصر وما تميزت به عن غيرها من الأمصار، فذكر ما قاله الصحابة فى شأنها من أنها خزانة الأرض كلها، ثم أشار إلى ما تميزت به مصر من طيب هوائها ونقاء جوها وما يتمتع به أهلها من سلامة وأمن يكاد ينعدم فى الأمصار الأخرى.
المقدمة / 7
وفي الدراسات التى تناول فيها ابن زولاق الثغور في مصر، أوضح أن السلطات فى العاصمة اهتمت بها منذ الفتح الإسلامى لمصر، نظرا لأهمية موقعها وضرورة الدفاع عنها، وأن عمرو بن العاص كان يؤكد على هذا فى خطابه السنوى لأهل مصر بقوله: واعلموا أنكم فى رباط إلى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم، وتشوف قلوبهم إليكم وإلى داركم معدن الزرع والمال، والخير الواسع والبركة النامية.
على أن الأمر الجدير بالملاحظة أن معظم هذه الثغور كان يقع على ساحل بحر الروم مما يؤكد يقظة السلطات فى العاصمة واهتمامها بدرء الخطر الذى يمكن أن يتهدد مصر من هذا الجانب.
وقد استرعى نظر ابن زولاق خصوبة أرض وطنه وما تفيض به هذه الأرض من خير ونماء، ومن ثم جمع جمهرة من الأقوال التاريخية التى تشيد بهذه الظاهرة وكيف أن هذه الأقوال تنطبق على كل عصر حتى أيامه في القرن الرابع الهجرى.
فروى فى هذا الموضوع قول عبد الله بن عمرو فى وصف مصر: من أراد أن ينظر إلى مثل الفردوس فى الدنيا فلينظر إلى أرض مصر حين يخضر زرعها وتطّرد أنهارها وتنور ثمارها.
ويمثّل هذا الاستشهاد-وما أشبهه مما ساقه ابن زولاق فى هذا الموضوع- روح الوطنية المؤمنة بمجد وطنه التليد.
وصور ابن زولاق فى دراسته فى هذا الميدان حياة الريف فى مصر قديما وعند دخول العرب مصر، ثم بعد استقرار الفتح العربى للبلاد، وأثبت أن ريف مصر لم يفقد روعته وبهاءه فى كل مراحله.
وتناول ابن زولاق موضوعا طريفا فى هذا الميدان تحدث فيه عن تربية العرب فى مصر للخيول التيى جلبوها معهم، وحرصهم على معرفة أنسابها.
وتجلى اعتزازه واعتزاز مواطنيه بخيل مصر بما حكاه أهل العلم والخبرة فى هذا الشأن من أن الوليد بن عبد الملك بن مروان لما أراد أن يجرى الخيل، كتب إلى كل بلد أن يتخير له خيار الخيل بها، فلما اجتمعت عنده عرضت عليه،
المقدمة / 8
فمرّت به المصرية فرآها لينة المفاصل والأعطاف فقال: إن هذه الخيل ما عندها طائل.
أما النيل فقد أظهر ابن زولاق اعتزازه واعتزاز مواطنيه بما قام به من جمع الروايات التى تشيد بهذا النهر وتوضيح أهميته لحياة مصر وأهلها.
وفى تناوله لهذا الجانب أوضح حقيقة هامة ما زالت توليها البلاد حتى اليوم العناية البالغة، وهى اهتمام المسئولين بفيضان النيل ومعرفة منسوب المياه.
كذلك تجلى اعتزازه فى هذا الجانب بما حكاه أهل العلم والخبرة أن النيل يطبخ بمائه العسل حين يبدو جريه وهو كدر، فيجئ فى غاية الصفاء، وإن طبخ به فى أيام صفائه لم ينتفع به.
وكذلك ما حكاه أهل الخبرة من أن موسى بن عيسى الهاشمى حين توجه إلى مصر لإمارتها، كان الماء يخلط له بالعسل فى طريقه، فلما بلغ إلى فاقوس سقى ماء النيل حافا، فلما شرب قال: زدتم فى عسله؟ فقالوا: هو حاف، فتعجب من ذلك.
ومزج ابن زولاق دراساته عن النيل بالإشارة إلى القصص الذى ردده مواطنوه عن التقاليد التى ارتبطت بفيضان هذا النهر، واختار هذا المؤرخ قصة عروس النيل، التى تروى أن أهل مصر كانوا يلقون بعروس بكر فى النيل عند فيضانه، وأن عمرو بن العاص أبطل هذه العادة عند دخوله مصر.
كذلك أفراد ابن زولاق فصلا قيما عن تاريخ القناة التى ربطت النيل بالبحر الأحمر، والتى صار يطلق عليها اسم: خليج أمير المؤمنين، وأوضح أن الدافع على اهتمام السلطات العربية بشئون هذه القناة هو نفس الدافع الذى حفز ما سبقها من الحكومات، وهو تنشيط أسباب التجارة بين مصر وبين بلاد العرب.
كما أشاد بمصر حين نوه بما قاله أهل المعرفة بشأنها من أن أهل الدنيا مضطرون إلى مصر يسافرون إليها طلبا للرزق وغيره وأهلها ليسوا كذلك.
وبلغت رؤية ابن زولاق لفضائل مصر وروعتها وهو يتحدث عن النظام الإدارى فى مصر، حيث كان بها ثمانون كورة (مركزا) فقد أشاد بما فى كل
المقدمة / 9
كورة من الطرائف والعجائب من أصناف الشراب والطعام والفاكهة وصناعة الورق والنسيج والسجاد وغير ذلك.
وعن فضائل مصر الاقتصادية فقد أوضح ابن زولاق فضل مصر على غيرها فى أثناء ذكره لمواردها، فأشاد بخيراتها الوفيرة الناتجة من الزراعة، وحين أشاد بمنتجات مصر وصناعتها ذكر ما اشتهرت به من صناعة القصب التنيسى والثوب الدبيقى مما ليس بغيرها.
وكذلك ما اشتهرت به من صناعة المنسوجات الصوفية والأكسية المرعز التى لم يكن لها مثيل.
وقد تجلى اعتزازه واعتزاز مواطنيه بصناعة مصر المتميزة فى هذا الشأن بما حكاه أهل العلم والخبرة بمميزات هذه الصناعة من أن معاوية بن أبى سفيان لما كبرت سنه كان لا يدفأ، فاتفقوا أنه لا يدفئه إلا الأكسية المرعز التى تعمل بمصر من صوفها المرعز، فعمل له منها عدد، فما احتاج منها إلا إلى واحد فقط.
ومن نماذج روايات ابن زولاق فى هذا الجانب أن مدينة تنيس الواقعة فى شمال الدلتا، اشتهرت باسمها فى العصور الوسطى بما كان يحاك بها من ثياب الكتان الرقيقة والأقمشة الرفيعة والرقاق من الدبيقى والقصب والمخمل، وما كان يحاك بها كذلك من ثياب النساء المزر كشة مما ليس فى غيرها من بلدان العالم، وعمت شهرة ثيابها فكانت تصدر إلى سائر الآفاق، حتى قيل عنها فى صدر الإسلام: ليس فى الدنيا ملك جاهلى ولا إسلامى يلبس خواصه وحرمه غير ثيابها.
كذلك أشاد ابن زولاق بفضل مصر على غيرها بما اشتهرت به من صناعة الورق وصناعة المعادن.
كذلك أشاد فى رؤيته لفضائل مصر بموقعها المتميز الذى تتمتع به وبما كان له من أثر فى نشاط مصر التجارى.
***
المقدمة / 10
مكانة ابن زولاق بين المؤرخين
يعتبر ابن زولاق رائد المؤرخين المصريين فى العصور الوسطى بماله من مشاركة ملموسة فى الحياة الثقافية والفكرية بمصر فى القرن الرابع الهجرى والتى تجلت فيما قدمه لمدرسة التاريخ بمصر آنئد من مؤلفاته.
وقد ظل ابن زولاق لفترات طويلة تجاوزت عصره، من أبرز وجوه مصر الفكرية لدى مؤرخى مصر وغيرهم، وقد تجلى ذلك حين اعتمدت المؤلفات المتأخرة على كتاباته إلى حد بعيد.
فاستعان ابن عثمان (ت ٦١٥ هـ) بمؤلفات ابن زولاق فى كتابه مرشد الزوار (^١).
كما نقل عنه ياقوت (ت ٦٢٦ هـ) معظم مادته الخاصة ببعض مدن مصر نقلا حرفيا وأودعها كتابه معجم البلدان، وذلك بمناسبة الحديث عن: أدفو، والإسكندرية، وأسوان، وبوصير، ودمياط، وسردوس، والعريش، والفيوم، ومريوط، ومنف، والهرمين. والأخبار التى أوردها ياقوت فى المواضع المذكورة مأخوذه بالحرف عن كتاب فضائل مصر وأخبارها.
كما أفاد القزوينى (ت ٦٨٢ هـ) من كتاب فضائل مصر وذلك بمناسبة الحديث عن عين شمس، والهرمين، ومنف (^٢).
أما ابن خلكان (ت ٦٨١ هـ) فقد أفاد من أخبار القضاة ومن التاريخ الكبير (^٣).
كذلك نقل عنه النويرى (ت ٧٣٢ هـ) فى كتابه نهاية الأرب نقلا حرفيا فى الفصل الذى عقده بعنوان «مصر وما يختص بها من الفضائل» (^٤).
_________
(^١) مرشد الزوار، ص ١٥٤،١٦٥،٢٣٧،٢٣٩،٢٤٠،٢٤١،٢٥٥،٢٥٦،٢٥٧، ٢٦٦،٢٦٧،٢٦٨،٤١٣،٥٢٥
(^٢) آثار البلاد ص ٢٥٥،٢٦٧،٢٧٤
(^٣) ابن خلكان ج ٥ ص ٤١٦، ج ٦ ص ١٦٢، ج ٧ ص ٢٩
(^٤) النويرى ج ١ ص ٣٤٤ - ٣٥٧
المقدمة / 11
كما استعان ابن الزيات (ت ٨١٤ هـ) بمؤلفات ابن زولاق (^١).
وأفاد المقريزى (ت ٨٤٥ هـ) فى مواضع متعددة من كتابه الخطط بعدد من مصنفات ابن زولاق كفضائل مصر، والدلائل على أمراء مصر، وأخبار الماذرائيين، وسيرة المعز لدين الله، وسيرة الإخشيد (^٢).
كما استعان ابن حجر (ت ٨٥٢ هـ) بكتابات ابن زولاق وأودع كثيرا منها فى كتابه رفع الإصر (^٣).
وأفاد ابن تغرى بردى (ت ٨٧٤ هـ) من كتابات ابن زولاق عند ما تناول محاسن مصر (^٤).
وتعتبر معظم النقول الخاصة بفضائل مصر لدى ابن ظهيرة محمد بن محمد القدسى (^٥) (ت ٨٨٨ هـ) مأخوذة بالحرف عن كتاب فضائل مصر لابن زولاق، وأشار إلى كتابات ابن زولاق عن فضائل مصر فى الفصل الذى عقده تحت عنوان «ذكر ما ورد فى فضل مصر» واستهله بقوله: «قال العلامة الحسن ابن إبراهيم الشهير بابن زولاق فيما لخصه من كتابه الكبير فى تاريخ مصر: هذا كتاب جمعت فيه جملا من عيون أخبار مصر وفضائلها وصفتها. . .» وغير ذلك كثير.
كما أفاد نور الدين السخاوى المتوفى بعد سنة ٨٨٧ هـ من كتابات ابن زولاق كذلك (^٦).
_________
(^١) الكواكب السيارة ص ٤،١٩،٣٠،٤٥،٥٠،٦٠،٧٣،٧٧،٢٠٠
(^٢) المقريزى: الخطط ج ١ ص ٢٨،٥٨،٧٤،٧٦،٨٢،٣٣١، ج ٢ ص ٢٥
(^٣) انظر على سبيل المثال ص ٥٥،١٢٨،١٥٢،٣٠٩،٣٣٣ من كتاب رفع الإصر.
(^٤) النجوم الزاهرة ج ١ ص ٤٥،٤٧
(^٥) هو مؤلف الفضائل الباهرة الذى لم يهتد إليه محققو الكتاب.
(^٦) تحفة الأحباب ص ١١،١٠٤
المقدمة / 12
كذلك استعان السيوطى (ت ٩١١ هـ) فى كتابه حسن المحاضرة بما كتبه ابن زولاق عن فضائل مصر (^١).
وكذلك ابن إياس (ت ٩٣٠ هـ) (^٢).
وهكذا ظلت مدرسة التاريخ المصرى تعتمد على كتابات ابن زولاق فى كل مراحلها حين يزمع مؤرخوها الحديث عن فضائل مصر أو غيرها من أخبار الفاطميين.
***
_________
(^١) حسن المحاضرة ج ١ ص ٢٠،٦٠،١٥٨، ج ٢ ص ٣٣١
(^٢) بدائع الزهور ج ١ ص ٤،٧،١٤٧
المقدمة / 13
النسخ الخطية للكتاب
هذا وقد استندت فى تحقيق نص ابن زولاق إلى المخطوطات الآتى ذكرها، مع مقارنتها بأهم المصادر المتعلقة بموضوع النص.
١ - نسخة كتبت بخط نسخى سنة ١٠٢٣ هـ، كتبها شمس الدين بن أبى بكر بن أبى الخير بن شهاب الصهرجتى. وتقع فى ٧٠ ورقة ومسطرتها ١٥ سطرا، وهى محفوظة بدار الكتب المصرية، برقم ٢٣ تاريخ حليم، وقد رمزت لهذه النسخة بالحرف (ح).
٢ - نسخة كتبت بخط نسخى بدون تاريخ، وتقع فى ٤٨ ورقة، ومسطرتها ٢٣ سطرا، وهى محفوظة بالمكتبة الأزهرية، برقم ٢٧١٧ تاريخ، وقد رمزت لهذه النسخة بالحرف (ز).
وقد أشرت فى تعليقاتى إليهما معا الأصلين.
وقد اهتديت فى عملى أيضا بنسخة أخرى رجعت إليها لما ما، ولم أشر إلى موطن الرجوع لأنها عبارة عن مختارات مختصرة من إحدى النسختين السابقتين، وتقع هذه النسخة فى ٢٣ ورقة، ومسطرتها ١٩ سطرا، وهى محفوظة بالمكتبة الأزهرية برقم ١١٥٣ مجاميع.
المقدمة / 14
صفحة العنوان من نسخة الأزهر رقم ١١٥٣ مجاميع تاريخ
المقدمة / 15
الصفحة الأولى من النسخة (ح) المحفوظة بدار الكتب برقم ٢٣ تاريخ حليم
المقدمة / 16
فضائل مصر وأخبارها وخواصّها
لابن زولاق الحسن بن إبراهيم بن الحسين الليثى ٣٠٦ - ٣٨٧ هـ
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى
قال أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن علي بن خالد بن راشد بن عبد الله بن سليمان بن زولاق الليثي (^١): هذا كتاب جمعت فيه جملا (^٢) من أخبار مصر وفضائلها وصفتها، اختصرته من كتابي الكبير في تاريخ مصر وأخبارها، ولم أذكر في هذا الكتاب إسناد الخبر ليقرب على من أراده وبالله التوفيق.
[ذكر المواضع التي وقع فيها ذكر مصر في القرآن] (^٣)
فأول ما أبتدئ من ذلك أن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ذكر مصر في ثمانية وعشرين موضعا في القرآن (^٤): من ذلك قوله ﷿: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾ [سورة يونس:٩٣] وقوله ﷿ مخبرًا عن فرعون: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ [سورة الزخرف:٥١] وقوله ﷿: ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ [سورة المؤمنين:٥٠].
قال ابن عباس وسعيد بن المُسَيَّب ووهب بن منبه وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هي مصر. وقوله ﷿: ﴿فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ﴾
_________
(^١) وكذا نسبه ابن الطحان فى تاريخ علماء أهل مصر ص ٥٣،٥٤ وابن خلكان ج ٢ ص ٩١
(^٢) ز «جملة».
(^٣) العنوان من عندنا للتوضيح.
(^٤) لدى ابن ظهيرة فى الفضائل الباهرة فى محاسن مصر والقاهرة ص ٧١ «قال العلامة الحسن ابن إبراهيم الشهير بابن زولاق فيما لخصه من كتابه الكبير فى تاريخ مصر: هذا كتاب جمعت فيه جملا من عيون أخبار مصر وفضائلها وصفتها، فأقول: أول ما أبدأ به أن أقول: إن الله تعالى جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، ذكر مصر فى كتابه العزيز فى ثمانية وعشرين موضعا من القرآن. . .».
ولدى السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ٥ «قال ابن زولاق: ذكرت مصر فى القرآن فى ثمانية وعشرين موضعا».
1 / 3
﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ [سورة الشعراء:٥٧،٥٨] وقوله ﷿: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ [سورة الأعراف: ١٣٧] يعني مصر. وقوله ﷿: ﴿كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ﴾ [سورة البقرة: ٢٦٥] والرُّبا (^١) لا تكون إلا بمصر. وقوله ﷿: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [سورة الدخان:٢٥ - ٢٨] يعني قوم فرعون، وأن بني إسرائيل ورثوا مصر. وقوله ﷿: ﴿اهْبِطُواْ مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ﴾ [سورة البقرة:٦١] وقوله ﷿ ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ﴾ [سورة القصص:٥،٦] وقوله ﷿: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء﴾ [سورة يوسف:٥٦] وقوله ﷿ مخبرًا عن نبيه موسى ﵇ ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [سورة يونس:٨٨] وقوله ﷿: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ [سورة الفجر:٧] قال محمد بن كعب القرظي: [هي] الإسكندرية (^٢). وقوله ﷿ مخبرا عن نبيه موسى ﵇: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ﴾ [سورة الأعراف: ١٢٩] وقوله ﷿: ﴿أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ [سورة غافر:٢٦] يعنى أرض مصر. وقوله ﷿: ﴿إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ﴾ [سورة القصص:١٩] وقوله ﷿: ﴿وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾ [سورة القصص:٢٠] يعني أرض منف (^٣) وقوله ﷿ في موضع آخر: ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ [سورة يس:٢٠] وقوله ﷿: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا﴾
_________
(^١) كذا فى ز، وهو يوافق ما لدى السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ٩ وهو ينقل عن ابن زولاق. وفى ح «والرّبوة».
(^٢) أورده ابن ظهيرة ص ٧٣ نقلا عن ابن زولاق وما بين حاصرتين منه، ومثله لدى السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ٩
(^٣) لدى السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ٦ «أن المدينة فى هذه الآية منف، وكان فرعون بها».
1 / 4
﴿فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا﴾ [سورة القصص:٤] وقوله ﷿ مخبرا عن ابن يعقوب أخي يوسف ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ﴾ [سورة يوسف:٨٠] يعني مصر.
وقال عبد الله بن عباس وقد ذكر مصر: وسميت مصر بالأرض كلها في عشرة مواضع من القرآن.
وذكر الله ﷿ ملك مصر في أربعة مواضع بالملك. وهو قوله ﷿ ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ﴾ [سورة يوسف:٥٠]. وقوله ﷿: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ [سورة يوسف:٥٤]. وقوله ﷿ ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [سورة يوسف:٧٦] وقوله ﷿: ﴿قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾ [سورة يوسف:٧٢].
***
1 / 5
باب ما روى عن رسول الله ﷺ في ذكر مصر
قوله ﷺ: «ستفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما» (^١).
وقوله ﷺ: «إذا فتح الله ﷿ عليكم مصر فاتخذوا بها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض» قال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ فقال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة (^٢).
وقوله ﷺ: «ستفتح عليكم مصر، فاستوصوا بقبطها خيرًا، فإن لكم منهم صهرًا وذمة». (^٣)
وفي الحديث الآخر: «ستفتح عليكم بعدي مدينة يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا» (^٤).
وقوله ﷺ: «إن الله سيفتح عليكم مصر من بعدي فانتجعوها فإن من فاته الملك لم يفته الخير بأصحابي، إن مصر هي الربانية وهي المشيعة» (^٥).
وقوله ﷺ: وذكر مصر فقال: «ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مئونته» (^٦).
_________
(^١) رواه مسلم فى صحيحه مع زيادة فى اللفظ، كتاب فضائل الصحابة، باب وصية النبى ﷺ بأهل مصر (صحيح مسلم ج ٤ ص ١٩٧٠).
(^٢) أورده صاحب الكنز برقم ٣٨٢٦٢ من رواية عمر بن الخطاب.
(^٣) فتوح مصر ص ٢٠ والحديث أخرجه صاحب الكنز برقم ٣٤٠٢٢ عن ابن عساكر.
(^٤) رواه مسلم فى صحيحه مع زيادة فى اللفظ، كتاب فضائل الصحابة، باب وصية النبى ﷺ بأهل مصر ج ٤ ص ١٩٧٠
(^٥) لدى السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ١٤ فى الموضع المماثل «وأخرج الطبرانى عن رباح اللخمى، أن النبى ﷺ قال: إن مصر ستفتح فانتجعوا خيرها. . .» قال: والحديث منكر جدا، وقد أورده ابن الجوزى فى الموضوعات.
(^٦) أورده النويرى ج ١ ص ٣٤٦ فى ذكره لمصر وما اختصت به من الفضائل.
1 / 6
وقوله ﷺ: «أوصيكم بأهل البلدة السوداء، السحم الجعاد فإن لهم ذمة ورحمًا» (^١).
وقوله ﷺ: «مصر أطيب الأرضين ترابًا وعجمها أكرم العجم أنسابًا» (^٢).
وقوله ﷺ: «أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة».
وقوله ﷺ: «الله الله في أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد، فإن لهم نسبًا وصهرًا (^٣).
وقوله ﷺ: «من أعيته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي».
وقوله ﷺ: «قسمت البركة عشرة أجزاء فجعلت تسعة في مصر، وجزء بالأمصار» (^٤).
وقوله ﷺ: «اتقوا الله في القبط، لا تأكلوهم أكل الخضر» (^٥).
وقوله ﷺ: وقد أوصى بقبط مصر «إنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة» (^٦).
وقوله ﷺ: «تكون فتنة أسلم الناس فيها-أو خير الناس فيها-الجند الغَربِيّ» (^٧) قال عمرو بن الحَمِق: فلذلك قدمت [عليكم] مصر.
وقوله ﷺ: «الإسكندرية إحدى العروسين».
وقوله ﷺ: «مصر خزائن الله في الأرض والجيزة غيضة من غياض الجنة» (^٨).
_________
(^١) راجع ابن هشام: السيرة، ج ١ ص ٦، وابن عبد الحكم: فتوح مصر ص ٢٢، والسيوطى: حسن المحاضرة ج ١ ص ١٣. والسحم: السود. والجعاد: الذين فى شعرهم تكسير.
(^٢) الحديث موضوع، وانظر تذكرة الموضوعات ص ١١٩
(^٣) راجع ابن هشام: السيرة، ج ١ ص ٦، وابن عبد الحكم: فتوح مصر ص ٢٢، والسيوطى: حسن المحاضرة ج ١ ص ١٣، والمدرة: البلدة.
(^٤) ذكر ذلك ابن ظهيرة ص ٧٦ نقلا عن ابن زولاق.
(^٥) ذكره السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ١٢ وقال: أخرجه ابن عبد الحكم من طريق أبى سالم الجيشانى.
(^٦) أورده صاحب الكنز برقم ٣٤٠٢٣
(^٧) ابن ظهيرة ص ٧٤ مفسرا: «يعنى جند مصر» والحديث أخرجه الطبرانى فى الأوسط برقم ٨٧٤٠ وما بين حاصرتين منه، كما أخرجه الحاكم فى المستدرك ج ٤ ص ٤٤٨
(^٨) أورده الفتنى فى تذكرة الموضوعات، وقال: موضوع كذب.
1 / 7