Культурные основы наций: иерархия, завет и республика
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Жанры
رغم ذلك، تركزت آماله على التجربة الكبرى المتمثلة في الجمهورية الإنجليزية المصلحة، وتوقع أن يدعم الرب شعبه الخاص - إنجلترا عادة، لكنه أحيانا يشمل الاسكتلنديين في «بريطانيا». وهذا يعني أن إنجلترا، مثل إسرائيل القديمة، كانت أمة ذات عهد، وفي هذا الصدد يعبر ميلتون وكرومويل عن كثيرين في معسكر الأتقياء. وعلى مدار عقد من الزمان، تمكنا من فرض رؤيتهما القومية البيوريتانية لإنجلترا على الشعب، وحاولا خلق «أمة عهد» جديدة على أساس هوية قومية إنجليزية راسخة منذ زمن طويل لدى النخب، وحاولوا نشرها من خلال المنابر والمطبوعات لقطاع أكبر من السكان، وإن كان قطاعا حضريا في الأساس.
38 (5) إسرائيل جديدة في هولندا
لم تكن إنجلترا أول مثال على أمة عهدية ناشئة، ولعلها لم تكن أنجح تلك الأمثلة. بالتأكيد، نافستها في شدة التعبير عن ذلك المقاطعات المتحدة الهولندية في القرن السابع عشر. وبالفعل في فترة البطولة المبكرة في الثورة الهولندية على جيوش أسرة هابسبورج بقيادة دوق ألبا في أواخر ستينيات القرن السادس عشر وسبعينيات القرن السادس عشر، كان تشبيه المتمردين أنفسهم بإسرائيل القديمة معبرا على نحو واضح. ويمكن رؤية ذلك في «أغاني المتسولين» التي شبهت ويليام أمير أورانج بموسى وداود، وشبهت ملك إسبانيا بفرعون. ووصف الشعب الهولندي بأنه «المختار من قبل الرب» و«شعب الرب»، في حين وصف الإسبان ب «الأمة الأجنبية» المتغطرسة والقاسية. وفي الإعلانات الرسمية لأيام الصلاة والصيام في سبعينيات القرن السادس عشر، كان الإله الذي يدعونه هو إله العهد القديم. والمثال الذي اقتبسه فيليب جورسكي هو إعلان ويليام أمير أورانج لعام 1575:
يحذو جلالته حذو الأمراء المسيحيين الذين في أوقات الخطر والكرب التجئوا إلى الرب القهار، ومع شعبهم تواضعوا أمام يده القهارة وتابوا وأعرضوا عن حياتهم السابقة والآثمة ... (عالمين أن) الرب لم يترك مطلقا شعبه في وقت الحاجة، لكنه وقف دائما بجانبهم وخلصهم.
39
في محنتهم يعود الهولنديون إلى سرد سفر الخروج كما نرى في إعلان آخر للصلاة والصيام يعود لعام 1580 يرجو الرب أن:
يبعد الأوبئة الرهيبة، والدمار الكبير والحرب الطويلة الأمد، عن هذه الأراضي ... ويحرر هذه الأراضي وسكانها الصالحين من كل ما يؤدي إلى التحكم فيهم ومن عبوديتهم الملعونة والأبدية.
40
كان الالتفات إلى خروج اليهود من مصر والموضوعات الشائعة في قصة موسى كثيرا ما يتكرر في القرن التالي، واستحضر الوعاظ والخطباء والكتاب والفنانون الهولنديون هذا المثال كثيرا؛ فقد اضطر كثير من الهولنديين البروتستانت إلى الهروب من اضطهاد دوق ألبا وتقدم جيوشه في الأجزاء الجنوبية من هولندا عابرين الحواجز المائية ليصلوا إلى الجمهوريات الحرة في الشمال؛ ومن ثم، كان هروب بني إسرائيل عبر البحر الأحمر وتخليص الرب لهم من جيوش فرعون يحمل تشابها مدهشا مع حالتهم. وخلال عام 1612، نشر يوست فون فوندل، أعظم روائي هولندي في هذه الفترة، مسرحية «عبور أو خلاص بني إسرائيل من مصر»، تلك المسرحية التي شبه فيها أمير أورانج بموسى:
يا للقدر العجيب الذي يجمع موسى بأمير أورانج
Неизвестная страница