Культурные основы наций: иерархия, завет и республика
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Жанры
تدل تلك التشابهات والاختلافات على أننا من ناحية يمكننا اعتبار الأمة تطورا محددا من انتماء عرقي، ويمكننا اعتبار أمم معينة تطورات ل «عرقيات» خضعت للأقلمة والتسييس. وهذا لا يشير إلى أننا نستطيع دائما أن ننسب أمما تاريخية معينة إلى عرقية أو أكثر من «العرقيات»، ولا حتى إلى «عرقياتها» السابقة، كما كان القوميون سيدفعوننا إلى الاعتقاد. على الرغم من ذلك، وكما سنرى، فإن تطور السمات الرئيسية ل «العرقيات» مثل امتلاك تصور محدد للذات - بما في ذلك التسمية الجمعية، وأسطورة السلف المشترك، وبناء الذكريات التاريخية ونشرها - إلى جانب إدراك عناصر الثقافة المشتركة (اللغة، والأعراف، والدين، وما إلى ذلك)، كلاهما ضروري لتكوين الأمم. إلا أن هذا مجرد جزء من الأمر؛ فمفهوم الأمة موجه، إن جاز القول، في اتجاهين: اتجاه تعريف الذات الثقافي العرقي من ناحية، واتجاه التضامن الإقليمي والقانوني والسياسي من ناحية أخرى. هنا تكشف الهويات السياسية الجمعية عن تأثيرها (ولطالما مارست ذلك التأثير عبر التاريخ)، لا سيما من خلال مثال الدول المدن ومثال المملكة (العرقية). تمثل الروابط القوية والعلاقات المباشرة التي غالبا ما تقوم في الدول المدن نماذج مصغرة للولاء والتضامن السياسي الشديدين اللذين ينشدهما قادة الأمم، لا سيما القوميين في عصرنا الحديث؛ حيث تعتبر مدن أثينا وأسبرطة وروما أمثلة تلهم سلسلة طويلة من المفكرين الوطنيين منذ عصر النهضة وحتى الثورة الفرنسية وما بعد ذلك. في واقع الأمر، كان يبدو في بعض الأحيان كما لو أن بعض الدول المدن الكبرى مثل أثينا والبندقية قد كونت أمما أولية. وعلى القدر نفسه من الأهمية كان النموذج التاريخي لمملكة العقد القائمة على «عرقية» مهيمنة، كما هي الحال في فرنسا وإنجلترا في أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث. ونتيجة للنزعة الإقليمية وإطار العمل السياسي لبعض الأمم، فإنها قد تتمكن من التفوق على أساسها الثقافي العرقي. أما مدى حدوث ذلك عمليا، فسوف يعتمد على مجموعة من العوامل. عند اتباع هذا التوجه، فمن المحتمل أن تصبح الأمة نموذجا للمجتمع القانوني السياسي، من النوع الذي كتب عنه الحداثيون في نموذجهم المثالي للأمة المدنية الإقليمية، وفي دولة تضم عددا من الجماعات العرقية، قد تصبح الثقافة العامة للأمة بعيدة على نحو متزايد عن «العرقية» المسيطرة، رغم أن هذا نادرا ما يكون دون شقاق أو ضغط شديدين.
5 (2) العمليات المؤدية لتكون الأمة
تشير هذه الاعتبارات إلى أن الأمم باعتبارها مجتمعات تاريخية متقلبة وخاضعة للتغيير المستمر. في الفصل السابق، قدمت صورة ثابتة بعض الشيء عن الأمة باعتبارها فئة تحليلية وباعتبارها نموذجا مثاليا. أما هنا، فأود أن أصحح ذلك من خلال التأكيد على الطابع «العملياتي» للأمم. وهذا يعني أن الأمم باعتبارها أشكالا تاريخية للمجتمع البشري تكون غالبا في حالة تغير، حتى عندما تستمر الأسماء والرموز والحدود؛ ذلك أنها نتاج عمليات اجتماعية ورمزية معينة.
ماذا يسعنا أن نقول عن العمليات الأساسية التي ينتج عنها تكون الأمم؟ رغم أن هذه العمليات يمكن أن تظهر في أي فترة من التاريخ، فإنه لا يوجد أمر محدد بشأنها. وبوصفها عمليات «اجتماعية»، فإن عملها يكون في الغالب على فترات متقطعة، ويمكن أن يرد إلى الحالة الأصلية، وتعتمد هذه العمليات - كعادتها - على الفعل البشري والتفسير الشخصي. رغم ذلك، فإن حدوث هذه العمليات واندماجها، ومن ثم تكون الأمم، رغم عدم اقتصارهما على حقب تاريخية محددة، فإنهما على الأرجح لا يحدثان إلا في ظل ظروف تاريخية معينة. تشمل تلك العمليات المكونة للأمم ما يلي: تعريف الذات، وتنمية العناصر الرمزية، والأقلمة، ونشأة ثقافة عامة مميزة، وتوحيد القوانين والأعراف. (2-1) تعريف الذات
في حين أن تعريف آخرين للجماعة قد يميز فئتها العرقية، فإن الجماعات العرقية والأمم تحتاج إلى تعريف ذاتي واضح ل «ذواتها». وهذا يتضمن اتخاذ جماعة سكانية بعينها اسما جمعيا يعرف به المجتمع نفسه ويعرفه به الآخرون، وتماهي الأفراد مع هذا المجتمع المسمى ورموزه. ومن الممكن أن يبدأ ذلك بطريقة عكسية، كما يزعم ووكر كونر؛ بحيث تتمثل العملية في معرفة أفراد المجتمع بمن وما لا يمثلونه، مقارنة بالآخرين من هنا وهناك، الذين يميز المجتمع نفسه عنهم. رغم ذلك، لا يمكن للمرء التحدث عن عملية تعريف ذاتي للمجتمع وتحديده لهويته الخاصة الجمعية إلا عندما يبدأ الأفراد في معرفة من «يكونون» إجمالا، ويشعرون أنهم يكونون مجتمعا مميزا له اسم محدد، وسيؤدي ذلك إلى تقديم واحدة من السمات الأساسية للنموذج المثالي للأمة.
يمكننا أن نميز هذه العملية في كل من الفترات السابقة والمعاصرة. على سبيل المثال، في حين أطلق على الفينيقيين هذا الاسم من قبل آخرين مثل الإغريق الذين تاجروا معهم، ميز الإغريق أنفسهم عن الفرس وغيرهم من الشعوب التي تعاملوا معها بأن أطلقوا على أنفسهم اسم «الهيلينيين ». وعلى نحو مشابه، ميز الإنجليز في العصور الوسطى أنفسهم منذ وقت مبكر عن جيرانهم الاسكتلنديين، والويلزيين، والأيرلنديين، وأطلقوا عليهم أسماءهم (وهؤلاء أيضا أطلقوا على الإنجليز اسمهم)؛ في حين أنه في عصرنا الحديث يجب ألا تتخذ كل أمة لنفسها اسما مميزا فحسب، إن لم يكن لها اسم بالفعل، بل يجب على أفراد تلك الأمم أن يميزوا أنفسهم عن جماعات المهاجرين التي تملك تعريفا ذاتيا لذواتها، كما فعل الإيطاليون مع الألبان، وكما فعل الألمان مع المهاجرين الأتراك. في كل حالة من هذه الحالات، يعد الاسم الجمعي الذي يعرف به المجتمع نفسه عنصرا ضروريا في هذه العملية.
6
إذا كانت الأسماء الجمعية ضرورية لعملية تعريف الجماعات العرقية والأمم لذواتها، فإن عدم وجود اسم علم مسجل قد يشير إلى غياب روح العرقية المشتركة، فضلا عن غياب حس الأمة. يبدو أن ذلك كان الوضع بين الفرنسيين والألمان حتى القرنين الثاني عشر والثالث عشر عندما أصبحت أسماء تعريفية مثل «فرنسا» و«الفرنسيين» و«الألمان» أكثر انتشارا بين السكان غرب وشرق نهر الراين.
7
إن الأسماء ضرورية أيضا لممارسة السلطة؛ ولذلك، شعر الجنرالات والأباطرة الرومان، أمثال قيصر وتراجان، أنه من الضروري تمييز تجمعات الرؤساء وأتباعهم التي غالبا ما تكون متغيرة بأسماء عرقية ساعدتهم في تحديد الحلفاء والأعداء، والسيطرة لاحقا على «القبائل البربرية» التي أخضعوها. وما من أحد يعلم إلى أي مدى تقبلت تلك المجموعات المذكورة عملية التسمية الخارجية تلك. حدثت عملية مشابهة في ظل الحكم الاستعماري الحديث، عندما سعت القوى الأوروبية إلى تحديد السكان الذين استولت على أراضيهم، ووصف التجار والمسئولون والمبشرون الجماعات السكانية المختلفة التي التقوها بتصنيفات عرقية أوروبية، وأحيانا ما كانت تلك الجماعات السكانية تقبل التصنيفات والأسماء التي خلعها عليها المجتمع العرقي الحاكم في المستعمرة، كما حدث مع المجموعة العرقية باجاندا في أوغندا خلال حكم البريطانيين لها.
Неизвестная страница