Культурные основы наций: иерархия, завет и республика
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Жанры
مرة أخرى، صحيح أن بعض الأمم نشأت في بوتقة الدولة، أو بالتوازي مع تكونها. وهذه هي الحال بصفة خاصة في أوروبا الغربية في أوائل العصر الحديث؛ حيث في كل من إنجلترا وفرنسا، وإلى حد أقل إسبانيا، يمكن أن نتتبع ظهور مجتمعات قومية جنبا إلى جنب مع نشأة قوى المركزية والبيروقراطية للدولة. مجددا، يمكننا أن نرى كيف ساعد سياق جغرافي تاريخي بعينه في تحديد وتشكيل التصور الحداثي للأمة، مستبعدا السياقات والتصورات التاريخية الأخرى.
26
إلا أننا على القدر نفسه، ينبغي ألا نبالغ في التعميم استنادا إلى هذا السياق وتصور الأمة المرتبط به؛ ففي السياقات التاريخية الأخرى - سياقات ما قبل الحداثة أو السياقات غير الغربية - تكون محتويات المجتمع التاريخي للأمة، ومن ثم تصوراتنا عنها، مختلفة تماما. في هذه السياقات، كانت العناصر الاجتماعية والثقافية والدينية ذات تأثير وأهمية أكبر في الغالب من الأبعاد والتصورات السياسية المفضلة في الغرب. وإذا تعاملنا معها على أنها أقل أهمية نوعا ما، فإن هذا يكشف مرة أخرى عن التعصب العرقي الذي كان سمة مميزة للتصور الحداثي للأمة، والذي ثبت أنه يحول دون تكوين فهم أوسع نطاقا للأمم والهويات القومية.
لهذه الأسباب يجب اعتبار الأمم التاريخية المنتمية إلى أنواع مختلفة من الفئة العامة للأمة أنماطا من المجتمعات البشرية التي تتصف بهوية جمعية ثقافية أو سياسية أو كلتيهما. بصياغة أخرى، إذا كان من الممكن اعتبار بعض الأمم في الأساس أشكالا من المجتمع السياسي، تتطلع إلى أن تصبح دولا ذات سيادة أو منضمة إلى تلك الدول بالفعل، فإن أفضل توصيف للأمم الأخرى هو أنها أشكال من المجتمعات الثقافية والإقليمية التي لا تتمتع بمثل هذه الشراكة السياسية أو الطموح السياسي، المتعلقين على وجه التحديد بمطالب إقامة دولة ذات سيادة. إن دافعها إلى الحصول على الحكم الذاتي يركز على أهداف اجتماعية واقتصادية وثقافية ويتطلع إلى السيطرة على إقليم معين، دون اللجوء إلى الاستقلال والسيادة المطلقين. يجب أن نحذر من اعتبار تلك «الأمم التي ليس لها دول» وقومياتها أقل شأنا من تلك التي لها دولها الخاصة أو تتطلع إلى ذلك؛ حيث إن تلك الأولى تكون في الغالب بوتقة تسييس العرقية في المستقبل.
27
الفصل الثاني
الجذور العرقية والدينية
ينطوي البحث في أصول الأمم وأنواعها على مبحثين من نوعين مختلفين. يتعلق المبحث الأول بعلم الاجتماع. وفي هذا الصدد، يتطلب منا الأمر أن نعرف الظروف التي نشأت الأمم في ظلها، وكيف تتكون الأمم. وهذا يتطلب إجراء تحقيق حول العمليات الاجتماعية والثقافية والسياسية الأساسية المطلوبة لنشأة الأمم. ويتعلق المبحث الثاني بالتاريخ، ويتمثل في تتبع «الأصل» الاجتماعي والثقافي للأنواع المختلفة للأمم، وذلك من خلال الاستفسار عن وقت وكيفية نشأة الأنواع التاريخية من المجتمعات البشرية التي نطلق عليها أمما، وماهية أنواعها المحددة، وماهية العوامل التي شكلت طابعها المميز.
في هذا الفصل، سوف أستعرض فئة الأمة من حيث العمليات الاجتماعية والرمزية المتعلقة بتكوين الأمم، ولا سيما جذورها العرقية والسياسية ومصادرها الثقافية. وفي الفصول القادمة، سأتناول بعض الموضوعات التي تنشأ أثناء محاولة اكتشاف الأسس الثقافية والتقاليد و«الأصول» الخاصة بالأنواع المختلفة من الأمة، وفقا لانعكاسها في السجل التاريخي. (1) العمليات الاجتماعية لتكون الأمة
يجب أن يبدأ أي بحث من منظور علم الاجتماع لأصول وأشكال الأمم بأخذ أمرين في الاعتبار، وهما: الأنواع المختلفة من المجتمع البشري، والهوية الثقافية أو السياسية الجمعية التي تشكل الأمة من كلتيهما فئة واحدة، والعمليات الاجتماعية والرمزية الأساسية التي يقوم عليها تكوين أنواع مختلفة من الأمم.
Неизвестная страница