Культурные основы наций: иерархия, завет и республика
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Жанры
18
حقيقي أن «البدائية» «في حد ذاتها» لا يمكن أن تخبرنا إلا بالقليل عن أصول الأمم وشكلها الثقافي (على الرغم من أنها تشرح عمليات التكون العرقي والتفكك العرقي). وندرك ذلك عندما نتأمل عمل «بيير فان دن بيرج» الأكثر راديكالية من بين من شرحوا وجهة النظر تلك. على الرغم من أنه حاول مؤخرا الإجابة عن سؤال أصل «الأمم»، فإنه يصوغ نظريته الأساسية المتعلقة بدوافع التناسل الجينية على المستوى البيولوجي، وتضم النظرية كل مجموعات القرابة الممتدة. علاوة على ذلك، نظرا لأن هذه المقاربة متعلقة بالأفراد، فإنها تؤدي إلى صرف الانتباه عن الأسئلة التاريخية الأسمى حول تكوين الأمم. ومع ذلك، يخصص فان دن بيرج كذلك جزءا للثقافة، في صورة علامات مثل الملبس واللون والكلام، وهذه العلامات تميز بين الأجناس والجماعات العرقية، وتقدم أدلة على القرابة الجينية، وتصاحبها أساطير سلف السلالة التي يزعم أنها تعكس خطوط نسب فعلية. على الرغم من ذلك، فإنه يعبر عن نظريته الأساسية من ناحية سمات بيولوجية مثل زواج الأقارب، ومحاباة الأقارب، و«الأهلية الشاملة»، والإجابات عن الأسئلة المتعلقة بأصول «الأمم» وأنماطها هي عامة بالضرورة ومأخوذة من عوامل خارجية إضافية مثل ظهور الدولة.
19
يتمثل الإسهام الفريد الذي قدمه أتباع الفلسفة البدائية في تركيز انتباهنا على الحماس والشغف الذي تثيره في أغلب الأحيان العرقية والقومية؛ هذان الأمران اللذان يفشل الحداثيون في مواجهتهما حتى عند إدانتهم لهما. من ناحية أخرى، تترك البدائية أسئلة أخرى مثل تلك المتعلقة بوقت نشوء الأمم وطابعها دون جواب، بالإضافة إلى أن تركيزها الضيق الأفق وإصرارها العام على أن العرقية والأمة توجد «ببساطة» في الطبيعة البشرية؛ يحولان دون إجراء تحليل تاريخي يهتم على نحو أكبر بأسباب وتاريخ تكون الأمم وشكلها.
20
يمثل العمل التاريخي لستيفين جروسبي استثناء لهذا التعميم. إن أبحاثه الأكاديمية المتعلقة بوجود «الجنسية» في العالم القديم، لا سيما في إسرائيل القديمة، التي سوف أتناولها بمزيد من التفصيل لاحقا، تكشف كيف يمكن للاهتمام بالروابط البدائية أن يكون مصدر إلهام، وتوضيحا لتحليل تاريخ مفصل لأمثلة واقعية، متعلقة في هذه الحالة بالجماعات العرقية والجنسيات في الشرق الأدنى القديم. في رأي جروسبي، فإن «الجنسية» (كما يفضل أن يطلق عليها) واحدة من فئات تحليلية عديدة، بالإضافة إلى الإمبراطورية، والدولة المدينة، والاتحاد القبلي. وعلينا أن نفرق جيدا بينها وبين تلك الفئات الأخرى، من الناحية العامة ومن ناحية السياق الواقعي الغامض - في الغالب - للشرق الأدنى القديم. في هذا الصدد، يوضح جروسبي نقطة جوهرية يمكن أن تمثل دليلا وتحذيرا - من تأكيدات الحداثيين العقائدية وناقديهم - بقدر ما تذكرنا بالصعوبات الكامنة المتعلقة بربط تصنيفاتنا وتعريفاتنا بالأدلة المأخوذة من الهويات الثقافية الجمعية في سجلاتنا التاريخية، والتي غالبا ما تكون أدلة ضئيلة؛ وذلك لأن من بين أهدافه الأساسية في أبحاثه في التاريخ وعلم الاجتماع توضيح الحقيقة المتمثلة في أنه حتى في العالم المعاصر تكون الحدود التي تفصل بين تصنيفات الدراسات التي تجرى على الجماعات التاريخية المتنوعة قابلة للاختراق. ويعبر عن هذا قائلا: «نادرا ما تتلاءم الجماعة بدقة مع فئة تحليلية معينة. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على جماعات العصور القديمة، بل على الدولة القومية الحديثة أيضا.»
21
خاتمة
يعيدنا هذا مرة أخرى إلى موضوع التعريف الذي لا مفر منه؛ إذ يبدو أنه عند محاولة تقديم إجابة لسؤال: «متى تنشأ الأمة؟» ذلك السؤال الذي يبدو بريئا، فتح ووكر كونور الباب لإجراء مزيد من الأبحاث المتعلقة بعدد هائل من المسائل، وهي مسائل متعلقة بموارد النخب، ومشاركة العوام، والاستمرارية المؤسسية، والدين، والمقدسات، والبدائية، والأقاليم. لكن لعل المسألة الأصعب من بين هذه المسائل هي تلك المتعلقة بالتصنيفات والتعريفات نفسها التي نوظفها، وعلاقتها غير المؤكدة بالجماعات التي نسعى إلى دراستها. وهذا يعني أننا لا يمكننا التهرب من المسألة المألوفة المتمثلة في تحديد مفهوم الأمة. إن سؤال «متى تنشأ الأمة؟» في حد ذاته يتطلب محاولة سابقة لحل السؤال المعقد والمألوف الخاص بعلم الاجتماع المتمثل في «ما الأمة؟» عندها فقط يمكننا أن نلتفت إلى الموضوع المحوري المتعلق بالظروف التي نشأت الأمم في ظلها، وندرس التقاليد الثقافية التي شكلت ظهورها.
الفصل الأول
Неизвестная страница