أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

Сауд бин Абдулазиз Аль-Халаф d. Unknown
81

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

Издатель

*

Номер издания

١٤٢٠هـ

Год публикации

١٤٢١هـ

Жанры

ولأهمية هذا النوع من التوحيد إذ يرتبط به الغاية التي من أجلها خلق الإنسان وهي عبادة الله ﷿ جعله الله سبحانه مستقرا في الفطر،وجعل الإقرار به بين بني البشر عاما كما جعل دلائله من أوضح الدلائل والبراهين حتى تقوم الحجة على الإنسان بأكمل صورها وأوضح مبانيها. وهذا من عظيم لطف الله بخلقه ورحمته بهم، إذ علق نجاتهم وفلاحهم على مطلب دليله مستقر في فطرهم ودلائله غير ذلك من أوضح الدلائل والبراهين بل هي في كل شيء، كما قيل: وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد١ ولذا نجد أن الله ﷿ قد استدل في القرآن الكريم بآيات ربوبيته على ألوهيته واستحقاقه للعبادة دون ما سواه،وهذا ظاهر في الآيات السابقة من سورة يونس والنمل والعنكبوت والروم وغيرها.

١ اختلف في نسبته، فنسبه الصفدي إلى أبي فراس. انظر: الوفيات ٧/١٣٨، وأما أبو الفرج فقد نسبه إلى أبي العتاهية. انظر ألأغاني ٤/٣٥.

النوع الثاني: توحيد الألوهية وهو: توحيد الله بأفعال العباد، أو هو: إفراد الله ﷿ بالعبادة لا شريك له، وهذا النوع من التوحيد هو الذي خلق الله ﷿ الإنسان من أجله، قال جل وعلا ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات٥٦] قال ابن عباس: "إلا ليوحدون" وهو الذي بعثت الرسل في الدعوة إليه وتقريره. قال جل وعلا ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل٣٦] وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء٢٥] . وهو الذي وقعت الخصومة فيه بين الرسل ﵈ وأقوامهم، قال جل وعلا عن نوح ﵇: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا

1 / 82