أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
Издатель
*
Номер издания
١٤٢٠هـ
Год публикации
١٤٢١هـ
Жанры
بيان بطلان دعاوى الصوفية في المنامات
رؤية النبي ﷺ قد ورد فيها أحاديث صحيحة منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي" قال ابن سيرين: "إذ رآه في صورته". وعند مسلم زيادة: "أو فكأنما رآني في اليقظة". وعن أبي سعيد الخدري ﵁ عن النبي ﷺ قال: "من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني" ١.
فرؤية النبي ﷺ هي من ضمن المبشرات التي ذكر الرسول ﷺ كما في البخاري عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة" ٢.
فرؤيته ﷺ على حالة تسر المسلم أو يأمره بخير مما شرعه أو ينهاه عن شر مما نهى عنه فهذا حق يجب اتباعه اتباعا للشرع. ويكون الرؤيا المنامية دعوة خاصة أو بشارة خاصة. أما دعاوى الصوفية في الرؤيا والمنامات المخالفة للشرع فإنها باطلة مردودة على أصحابها لعدة أمور:
١ أن الرؤى والمنامات ليست حجة شرعية يمكن أن يثبت بها أمر شرعي فلم يرد في الكتاب ولا في السنة اعتبارها حجة وإنما هي تبشير وتنبيه، قال المعلمي في "التنكيل": "اتفق أهل العلم على أن الرؤيا لا تصلح للحجة وإنما هي تبشير وتنبيه وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حجة شرعية" ٣.
٢ لا يمكن أن يأمر النبي ﷺ بخلاف شرعه الذي شرع، فمن ادعى أنه رأى رؤيا فيها خلاف شرع النبي ﷺ إما أن يكون كاذبا أو مخطئا في دعواه أن
_________
١ صحيح البخاري مع الفتح ١٢/٤٠٠.
٢ صحيح البخاري مع الفتح ١٢/٣٩١.
٣ التنكيل ٢/٢٤٣.
1 / 33