أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
Издатель
*
Номер издания
١٤٢٠هـ
Год публикации
١٤٢١هـ
Жанры
القاعدة الرابعة: الحذر من البدع وأهلها
البدعة في اللغة: هي الشيء المخترع على غير مثال سابق.
وهي في الشرع كما عرفها بعض العلماء: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى ١.
والبدع قد حذرنا الله ﷿ منها وحذرنا منهارسوله ﷺ، فمن الآيات في ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام١٥٩] . وقال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ ... إلى قوله – ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [آل عمران١٠٣ - ١٠٦] . وقوله: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام١٥٣] .
ومن الأحاديث الدالة على تحريم البدع الحديث المشهور حديث عائشة ﵁ قالت: قال رسول الله ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ٢، وكذلك حديث عبد الله بن مسعود في تفسير النبي ﷺ لقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾ ٣ وحديث العرباض بن سارية، وحديث جابر بن عبد
_________
١ الاعتصام ١/٣٧.
٢ أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود ٥/٣٥٥.
٣ سبق تخريجه ص ١٣
1 / 16