والعوض من الله تعالى يبلغ مبلغا عظيما يتمنى معه المبتلى أن الله زاده بلاءا. فقد روى الإمام زيد بن علي عن أبيه عن جده عن الإمام علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
(( إذا أراد الله أن يصافي عبدا من عبيده صب عليه البلاء صبا، وثج عليه البلاء ثجا. فإذا دعا قالت الملائكة:
صوت معروف.
وقال جبريل: يا رب هذا عبدك فلان يدعوك فاستجب له.
فيقول الله تبارك وتعالى:
إني أحب أن أسمع صوته.
فإذا قال: يا رب.
قال: لبيك عبدي، لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك على إحدى ثلاث خصال:
إما أن أعجل لك ماتسألني.
وإما أن أدخر لك في الآخرة ما هو أفضل منه.
وإما أن أدفع عنك من البلاء مثل ذلك.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: يؤتى بالمجاهدين يوم القيامة فيجلسون للحساب؛ ويؤتى بالمصلي فيجلس للحساب؛ ويؤتى بالمتصدق فيجلس للحساب؛ ويؤتى بأهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ثم يساقون إلى الجنة بغير حساب، حتى يتمنى أهل العافية، أن أجسادهم قرضت بالمقاريض في الدنيا. )).
فيا له من فضل ما أعظمه. نسأله تعالى أن يلهمنا الرضا بقضائه، والصبر على بلائه.
Страница 99