اتفقت الأمة على أن ولاية المسلمين وحبهم والرحمة لهم والاستغفار لهم فريضة لقول الله عز وجل/[33]: { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } (¬1) وقال: { رحماء بينهم } (¬2) وأن براءة الكافرين وبغضهم وعداوتهم فريضة واجبة لقول الله عز وجل: { لا تتولوا قوما غضب الله عليهم } (¬3) وقال: { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } (¬4) وقال: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله - الآية } (¬5) . وقال: { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } (¬6) وقال إبراهيم عليه السلام: « إنا براء منكم [ومما تعبدون من دون الله]» (¬7) وقال:«فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه» (¬8) . وقال الله [تعالى] (10)لنبيه [عليه السلام] (¬9) : «فإن عصوك فقل إني بريئ مما تعملون» (¬10)
¬__________
(¬1) سورة محمد: 19.
(¬2) سورة الفتح: 29.
(¬3) سورة الممتحنة: 13.
(¬4) سورة المائدة: 51 أي من يوافقهم ويساعدهم ويواليهم على ما هم عليه فذلك منهم. والبراءة هي مخالفة الفاعل والتبري منه، قال الله تعالى لرسوله عليه السلام: « فإن عصوك فيما تأمرهم به وتنهاهم عنه فقل إني بريء مما تعملون » (الشعراء: 216) أي متبرئ منكم ومن أعمالكم مخالف لكم غير موافق. انظر شرح متن الرد على الجهالات، لأبى عمار عبد الكافي، (السابق) ص 210.
(¬5) سورة المجادلة: 22.
(¬6) سورة آل عمران: 28.
(¬7) سورة الممتحنة: 04. وما بين معقوفتين زيادة من ب.
(¬8) سورة التوبة: 114.
(¬9) 11) + من ب.
(¬10) 12) سورة الشعراء: 216. وفسرها أبو عمار عبد الكافي في شرح " الرد على الجهالات (السابق)" فقال: أي متبرئ منكم ومن أعمالكم، مخالف لكم غير موافق..ثم قال في آخر كتابه المذكور : وهذه الآية تدل على الذي يذهب إليه أصحابنا ومن وافقهم في ولاية الأشخاص، وضد البراءة هي الولاية، وضد الولاية هي البراءة كما ذكر " تبغورين" صاحب الكتاب، وهما متضاددان في الموالي والمعادي ولا يكون وليا عدوا في حال واحدة. انظر، ص210 و 229.
Страница 110