فإن قالوا: هو الوعد والوعيد، فالوعد والوعيد لا يتبدلان (¬1) عندنا وعندهم. فإن قالوا: هو التسمية، فقد سمى المسلمين مسلمين وسماهم مؤمنين (¬2) قبل أن يؤمنوا [ ويسلموا ] (¬3) على ما وصفنا في قوله: { هو سماكم المسلمين من قبل (يعني في الكتاب الأول) وفي هذا (يعني في القرآن) } (¬4) وقوله: { ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات - إلى قوله - لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما } (¬5) يعني لو ميز بين المؤمنين الذين علم منهم أنهم يؤمنون، وبين الكافرين الذين علم أنهم لا يؤمنون لعذب الكافرين منهم، فميزوا يوم بدر فعذبهم.
¬__________
(¬1) 70) ب: يبدل
(¬2) 71) ب: المؤمنين
(¬3) 72) + من ب.
(¬4) 73) سورة الحج: 78. والضمير في قوله تعالى: { هو سماكم المسلمين } عائد إلى الجلالة كضمير «هو اجتباكم » فتكون الجملة استئنافا ثانيا. أي هو اجتباكم وخصكم بهذا الاسم الجليل فلم يعطه غيركم ولا يعود إلى إبراهيم و (قبل) إذا بني على الضم كان على تقدير مضاف إليه منوي بمعناه دون لفظه. والاسم الذي أضيف إليه (قبل) محذوف: وبني (قبل) على الضم إشعارا بالمضاف إليه. والتقدير: من قبل القرآن. والقرينة قوله: (وفي هذا)، أي وفي هذا القرآن. أي وسماكم المسلمين في القرآن. (انظر تفسير الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: التحرير والتنوير، ج 17/315).
(¬5) 74) سورة الفتح: 25. والتنزيل: مطاوع زيله إذا أبعده عن مكان وزيلهم، أي أبعد بعضهم عن بعض، أي فرقهم قال تعالى: « فزيلنا بينهم » وهو هنا بمعنى التفرق والتميز. والمعنى: لو تفرق المؤمنون والمؤمنات عن أهل الشرك لسلطنا المسلمين على المشركين فعذبوا الذين كفروا عذاب السيف. وهذا التفسير موافق لتفسير الإباضية. انظر:التحرير والتنوير، للشيخ محمد الطاهر بن عاشور، ج26، ص192.
Страница 102