الحافظ، العلامة، محدث الأندلس ... وانتهى إليه علو الإسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفتوى والحرمة التامة والجلالة، أثنى عليه غير واحد، وتواليف ابن حزم، وابن عبد البر، وأبي الوليد الباجي طافحة بروايات قاسم بن أصبغ⁽¹⁾. ذكر القاضي أن ابن حارث أخذ عنه⁽²⁾.

أحمد بن عبادة (ت 332هـ) وهو: ((أحمد بن عبادة بن علكدة بن نوح الرعيني أبو عمر القرطبي، سمع الخشني، وابن وضاح، وأبا صالح وبه تفقه⁽³⁾. وقال ابن فرحون في ترجمة ابن حارث: فسمع من ابن أيمن وقاسم بن أصبغ أو أحمد بن عبادة⁽⁴⁾، وكان من أهل الزهد والانقباض مع الأخلاق الرضية، والمذاهب المستقيمة، والمعاشرة الجميلة، والآداب المحمودة، وكان أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد قد عرف فضله وجميل مذهبه فأمر باستخلافه على صلاة الجماعة بقرطبة، وأمر بالجلوس في الجامع لفتوى الخاصة والعامة))⁽⁵⁾.

محمد بن عمر بن لبابة (ت 314هـ) هو: ((أبو عبد الله محمد بن عمر بن لبابة القرطبي، كان إماما في الفقه، مقدما على أهل زمانه في حفظ الرأي والبصر بالفتيا⁽⁶⁾، وكان من أئمة الفقه⁽⁷⁾، وكان من الفقهاء المبرزين أقر له بذلك المحب والكاره، مع حسن القريحة والرسوخ في صنعة العلم⁽⁸⁾، وانفرد بالفتوى بعد أيوب بن سليمان ودارت عليه الأحكام نحو ستين سنة))⁽⁹⁾.