التعليم الأدبي المباشر (التاريخ)
في المدارس تعليم أدبي، ولكنه ليس له - على كل حال - إلا درجة ثانوية في تكوين خلال الطفل الأدبية.
فالحكايات التي يسمونها بالقصص الأدبي التي تنطوي على مغزى ظاهر هي في الحقيقة لا تفيده مطلقا؛ لأن الأطفال لا يستطيعون إدراك جلال المغزى، ولكن التاريخ بما فيه من الحكايات الحقيقية عمن سلف من الأخيار والنبلاء والشجعان والجبناء والصادقين والكاذبين؛ يوقظ في النفوس كل شعور نبيل. ولا بد للمعلم أن يوحي إلى القلوب حب الحق وبغض الباطل، فالتاريخ لذلك تعليم أدبي يفيد فائدة مباشرة - وإن كان هذا التعليم غير مباشر.
ساحة اللعب
يرى بعضهم أن ساحة اللعب خير مكان وأليق محل لتدريب الأطفال تدريبا أدبيا؛ إذ فيها تبدو مظاهر خلال العطف والإشفاق والإكرام والصبر وغير ذلك أكثر مما تبدو في قاعات الدروس، كما أنه يباح لما يقابل ذلك من الأخطاء والأهواء أن تنمو وتستقر.
وعلى ذلك فالواجب أن تكون ساحة اللعب تحت إشراف المعلم؛ إذ هو لحضوره واشتراكه معهم في ألاعيبهم إنما يقرن القول بالعمل ويقرن الحكمة بالمثل، وكلاهما دافع إلى عمل الخير ناه عن الشر، صارف عن الأذى صغيره وكبيره.
قال روسو: «إن الدروس يتلقاها التلاميذ بعضهم عن بعض في ساحة اللعب أمكن في نفوسهم أثرا مما يتلقونه في قاعة الدرس مائة مرة.»
الفصل العاشر
العادات وتكوينها
العادة نتيجة إعادة فعل وتكراره، فينجم عن ذلك ميل إلى فعل ذلك الفعل بذاته وما كان في المبدأ صعبا يصبح هينا.
Неизвестная страница