ومن هنا يتضح إصرار الأناجيل على تأكيد خروفية «المسيح» وليس تيسيته، أو ألوهيته وليس شيطنته. ومثال ذلك: «طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف، هذه أقوال الله الصادقة» (سفر الرؤيا، إصحاح 19)، وفي الجنة «عرش الله والخروف» (سفر الرؤيا، إصحاح 21). وهذا الإله الخروف هو «... حمل الله» (إنجيل يوحنا إصحاح 1).
32
وأتباع التيس «سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم؛ لأنه رب الأرباب وملك الملوك» (سفر الرؤيا، إصحاح 17). ومن هنا كانت تضحية الخروف والتقرب به أمرا مستحبا، تعبيرا عن صدق تضحية المسيح، وكذب تضحية إبليس (أو ميثهرا أو آتيس أو تموز أو أدونيس)؛ لأنهم جميعا إنما كانوا تيوسا. (12) إبليس الحية والتنين
يقول «العقاد»، وهو المعتمد الأساسي في هذه الدراسة عن الشيطان: إن الإنسان عندما حاول في بداية ظهور فكرة الشر أن يجد لها رمزا طبيعيا «لم يكن أمامه في مثل هذه الخطوة مثل على الشر الخبيث الذي يضمر السوء، ويتوارى عن النظر، أقرب إلى الحس والخيال من الحية التي تزحف على التراب وتندس في الجحور كيدا وخديعة وتمكنا من الدس والأذى فيما توهمه، ولم يكن في وسعه أن يتوهم شيئا سواها؛ ولهذا بقيت الحية مقترنة بقوة الشر حقيقة أو رمزا إلى أحدث العصور.»
33
وفي العقيدة الفارسية القديمة، نجد في الفصل الثالث من كتاب
Bundahesh
أن «أهرمان» إله الشر تشكل بهيئة الحية وملأ الوجود كله، ثم أرسل سمومه في كل شيء، ولم ينهزم حتى هبط هرمز إله الخير إلى الأرض وأعاده إلى قراره.
ودعما آخر نضيفه لما سبق في رؤيتنا لتحويل اليهود الآلهة القديمة إلى ملائكة، ثم تحول الملائكة إلى شياطين، ما جاء في رؤيا «إشعياء» النبي أن طائفة من الملائكة تسمى السرافيم تحرس عرش الرب في معبد أورشليم وتسبحه. ويشير «د. يعقوب بكر» في هوامشه على ترجمة كتاب «موسكاتي» سالف الذكر إلى أن الكلمة «سرافيم» هي في اللسان العبري من المفرد «ساراف» و«ساراف» تعني الحية!
34
Неизвестная страница