11
ومن ثم قام «برستد» بعقد مقارنات عديدة ومهمة، بين ما عثر عليه من نصوص مصرية، وبين النصوص التوراتية، كان من أهم نتائجها : أن حكمة الملك المصري الإهناسي المعروفة ب «نصائح إلى مري كارع
Mare Ka Ra » قد وجدت طريقها إلى سفر «صموئيل» وسفر الأمثال،
12
كما أثر تصور المصريين لمفهوم العدالة تأثيرا لا يقبل شكا في سفر «ملاخي» وهو يقول: «إليكم يا من تخافون اسمي، تشرق شمس العدالة بالشفاء في أجنحتها» (ملاخي ص4). ويعقب بأن العدالة في المفهوم المصري مثلتها الإلهة «ماعت» بنت «رع» الشمس، وأن شمس العدالة وصفتها التوراة بأن لها أجنحة، ولم يوجد في أي تصور عبري صورة لإلههم يهوه تمثله بأجنحة، ولم يوجد ذلك إلا في النقوش المصرية وحدها.
13
ثم يؤكد أن اليهود - لا شك - كانوا على علم بأنشودة إخناتون العظيمة لإله الشمس، بعد أن قارنها بسفر المزامير، وكذلك كانوا على علم بحكم الحكيم المصري «آمن موبي
Amen Mu Be »، بعد أن عقد بينها وبين أسفار «أرميا والمزامير والأمثال» مقابلة نصية كادت تكون حرفية، استغرقت حوالي خمسا وثلاثين صفحة من القطع الكبير، هذا ناهيك عن العدد الكثيف والجم الغفير مما قدمه «برستد»، اكتفينا منه بهذه اللمحات، مع الإحالة إلى المصدر لمن ابتغى المزيد.
أما عالم السومريات «كريمر» فقد قدم جهدا مشابها في مقارنات مدهشة حقا ما بين التراث السومري وبين التوراة، حتى كاد يجزم أن كل آراء السومريين في الكون والدين قد انتقلت بتفاصيلها إلى التوراة، وذلك عبر البابليين الذين سبق أن ورثوا التراث السومري وشذبوه وقدموه إلى الدنيا، ويمكن الرجوع في ذلك تفصيلا إلى أهم كتبه المترجمة، وهي: «السومريون تاريخهم وحضارتهم وخصائصهم»،
14 «الأساطير السومرية»،
Неизвестная страница