Новый органон: искренние руководства по интерпретации природы
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Жанры
ولكن قد يكون لدينا «شاهد فاصل» أنسب في هذا الأمر إذا أمكن بالصدفة أن تتم التجربة بنيران ذات ألوان مختلفة؛ لذا خذ شمعدانا معدنيا صغيرا، وثبت فيه شمعة متقدة، وضع الشمعدان في وعاء ضحل عريض واسكب حوله قليلا من الكحول لا يصل إلى حافته، ثم أشعل الكحول، فالآن سيعطي الكحول لهبا أزرق بينما تعطي الشمعة لهبا أصفر، ثم لاحظ ما إذا كان الأخير (الذي يفترق بسهولة عن لهب الكحول باللون، فالنيران لا تمتزج فورا كما تفعل السوائل) يبقى هرميا، أم يميل أكثر إلى اتخاذ شكل كرة؟ إذ ليس ثمة شيء يدمره أو يضغط عليه)، فإذا لاحظت النتيجة الأخيرة فينبغي أن يكون في حكم المؤكد أن اللهب يبقى في هوية إحصائية ما دام محصورا داخل لهب آخر وغير معرض للفعل المناوئ من جانب الهواء.
وبحسبنا من «الشواهد الفاصلة» ما ذكرنا، وقد قصدت أن ألبث عندها طويلا حتى يتعلم الناس بالتدريج عادة تكوين أحكام عن الطبيعة بواسطة «الشواهد الفاصلة» والتجارب الكاشفة، وليس بواسطة الاستدلالات الاحتمالية. ••• (37) وفي المرتبة الخامسة عشرة بين شواهد الامتياز سأضع «شواهد التباعد»
instances of divergence (شواهد الطلاق
instantiae divortii ) التي تشير إلى انفصال الطبائع التي تحدث معا، وهي تختلف عن الشواهد الملحقة ب «شواهد الصحبة»؛ لأن هذه الأخيرة تعلن انفصال طبيعة ما عن الشيء العيني الذي توجد فيه عادة، بينما «شواهد التباعد» تشير إلى انفصال طبيعة عن طبيعة أخرى، وهي تختلف أيضا عن «الشواهد الفاصلة»؛ لأنها لا تحسم شيئا، بل تشير فقط إلى انفصال طبيعة عن أخرى، وتكمن قيمتها في أنها تكشف الصور الزائفة وتبدد التنظيرات المتسرعة التي يوحي بها ظاهر الأمور وعابر الأشياء، بحيث يجوز القول بأنها تضيف صابورة وثقلا للذهن.
64
افترض على سبيل المثال أن الطبائع محل البحث هي الطبائع الأربع التي أسماها تيليسيو رفقاء ومن نفس الأسرة، وهي الحرارة والضوء والخفة والحركة أو التأهب للحركة، إلا أن كثيرا من «شواهد التباعد (الطلاق)» يمكن اكتشافها فيما بينها، فالهواء خفيف وسهل الحركة، ولكنه ليس حارا ولا مضيئا، والقمر مضيء بغير حرارة، والماء الغالي حار بدون ضوء، وحركة الإبرة الحديدية على محور هي حركة سريعة ورشيقة ولكن في مادة هي باردة وكثيفة ومعتمة، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى.
افترض كذلك أن الطبائع محل البحث هي الجسم الفيزيقي والفعل الطبيعي، يبدو أن الفعل الطبيعي لا يحدث إلا في وجود جسم، ولكن حتى في هذه الحالة ربما يوجد «شاهد تباعد (طلاق)»، مثل الفعل المغناطيسي الذي به ينجذب الحديد إلى المغناطيس، وبه تنجذب الأشياء الثقيلة إلى كرة الأرض، وبوسعنا أن نضيف بعض العمليات الأخرى التي تتم عن بعد: فمثل هذا الفعل يحدث في الزمان ويشغل لحظات لا مجرد وهلة من الزمن، ويحدث أيضا في المكان ويمر خلال درجات ومسافات. ثمة إذن لحظة معينة من الزمان ومسافة معينة من المكان تكون فيها القوة أو الفعل معلقا بين الجسمين المنتجين للحركة، فينتقل سؤالنا من ثم إلى: هل الجسمان اللذان هما طرفا الحركة يؤثران على - أو يغيران - الأجسام التي بينهما بحيث تتحرك القوة من طرف إلى الطرف الآخر بواسطة تتابع من التلامس الحقيقي وتعيش زمنا ما في الجسم البيني، أم ليس ثمة إلا الأجسام والقوى والأماكن؟ في الأشعة البصرية والأصوات والحرارة وبعض الأشياء الأخرى التي تعمل عن بعد ربما تكون الأشياء البينية متأثرة ومتغيرة، ويزداد ذلك إذا كان الأمر يتطلب وسطا ملائما لحمل مثل هذه العملية، أما القوة المغناطيسية أو الجاذبة فلا تكترث بالوسط، ولا تعاق في أي صنف من الوسط، ولكن إذا كانت القوة أو الفعل لا يشبه الجسم البيني في شيء لترتب على ذلك أنها حركة طبيعية أو فعل يعيش زمنا ما في مكان ما دون جسم؛ إذ إنها لا تعيش لا في الطرفين ولا في الوسط، ومن ثم فإن الفعل المغناطيسي قد يكون «شاهد تباعد (طلاق)» في مادة فيزيقية وفعل طبيعي، وثمة شيء ما ينبغي أن يضاف إلى ذلك كنتيجة ضرورية مترتبة أو فائدة لا يصح إغفالها: إنه حتى في التفلسف على أساس الحواس قد يستوي للمرء برهان على وجود كيانات وجواهر منفصلة وغير جسمية، فإذا أمكن للقوة والفعل الطبيعيين الصادرين من جسم أن يعيشا في زمن ومكان ما بلا جسم كلية، فإنه أيضا قريب من القدرة على أن يصدر في أصله من جوهر غير جسمي؛ ذلك أن الجوهر المادي يبدو متطلبا لإدامة الفعل الطبيعي وحمله مثلما هو متطلب لبدئه أو توليده. ••• (38) والآن يترتب لدينا خمس فئات من الشواهد، رأيت أن أسميها باسم عام واحد: «شواهد المصباح، أو المعلومات المباشرة»
instances of the lamp or of first information ، وهي تلك التي تعين الحواس، فبما أن كل تفسير الطبيعة يبدأ بالحواس ويفضي - بطريق مستقيم مستو معبد - من إدراكات الحواس إلى إدراكات الذهن، التي هي أفكار ومبادئ صحيحة، يترتب إذن بالضرورة أنه كلما كانت تمثلات الحواس نفسها أكمل وأدق سار كل شيء على نحو أيسر وأنجح.
من هذه الشواهد الخمسة للمصباح فإن الأول يقوي الأفعال المباشرة للحواس ويكبرها ويصححها، والثاني يجعل غير المحسوس محسوسا، والثالث يشير إلى العمليات الموصولة أو سلاسل تلك الأشياء والحركات التي لا تلاحظ في معظمها إلا في نهايتها أو خواتيمها، والرابع يزودنا ببديل عن الحواس حيث لا تملك الحواس أن تفعل أي شيء، والخامس يثير انتباه الحواس وملاحظتها، وفي نفس الوقت يحد من غموض الأشياء وخفائها، وعلي الآن أن أعرض لكل واحد على حدة. ••• (39) في المرتبة السادسة عشرة بين «شواهد الامتياز» سأضع «شواهد الباب أو البوابة»
65 (الشواهد التي تفتح الأبواب أو البوابات)
Неизвестная страница