Новый органон: искренние руководства по интерпретации природы

Кадил Мустафа d. 1450 AH
84

Новый органон: искренние руководства по интерпретации природы

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Жанры

وبوسعنا أن نأخذ الشاهد التالي كشاهد فاصل في هذا الموضوع: إذا وجدنا في أي تاريخ ذي مصداقية أنه قد تأتى لأي مذنب - سواء كان مرتفعا أو منخفضا - ألا يدور في توافق ظاهر (وإن غير منتظم) مع الحركة اليومية بل في الاتجاه المعاكس، فبوسعنا عندئذ بقدر ما تسمح هذه الملاحظة أن نقرر إمكان مثل هذه الحركة في الطبيعة، أما إذا لم يوجد شيء من هذا فلا بد أن نعتبره محل شك، وأن نلجأ إلى شواهد فاصلة أخرى في هذا الأمر.

افترض أيضا أن الطبيعة محل البحث هي الوزن أو الثقل، هنا سيكون تفرع الطريق كما يلي، فالأشياء الثقيلة يتعين بالضرورة إما أن تميل بطبيعتها ذاتها تجاه مركز الأرض بسبب بنيتها الخاصة، وإما أن تشد وتجذب بواسطة الكتلة الفيزيقية للأرض نفسها، كاجتماع الأشياء الشبيهة، وتتحرك نحوها بالتوافق (

agreement/consensus )، ولكن إذا كان الثاني هو السبب لترتب عليه أنه كلما اقتربت الأشياء الثقيلة من الأرض كانت حركتها تجاهها أقوى وأعنف، وكلما ابتعدت عنها كانت حركتها أضعف وأبطأ (مثلما هو الحال مع الجذب المغناطيسي)، وأن هذا الفعل محصور في حدود معينة، فإذا ما كانت هذه الأشياء من البعد عن الأرض بحيث لا يمكنها أن تؤثر عليها، فسوف تبقى معلقة، مثل الأرض نفسها، ولن تسقط أبدا.

60

ولذا يمكن لما يلي أن يكون «شاهدا فاصلا» في هذه المسألة: خذ ساعة من تلك الساعات التي تتحرك بواسطة أثقال الرصاص، وساعة أخرى من تلك الساعات التي تتحرك بواسطة زنبرك من الحديد، وجربهما بدقة لتتأكد أن ليست إحداهما أسرع ولا أبطأ من الأخرى، ثم ضع الساعة التي تتحرك بالأثقال في قمة كنيسة شاهقة الارتفاع، واترك الأخرى أسفل، ثم لاحظ ما إذا كانت الساعة العليا تتحرك أبطأ لأن أثقالها صارت (بالارتفاع) أقل قوة، أجر نفس التجربة في قاع المناجم عميقا تحت الأرض؛ لترى ما إذا كانت ساعة من هذا القبيل لا تتحرك أسرع مما كانت لأن أثقالها صارت أشد قوة، فإذا وجدت أن قوة الأثقال تقل في الأعالي وتزيد تحت الأرض، فإن لك أن تأخذ الجذب من الكتلة الفيزيقية للأرض كسبب للثقل.

افترض كذلك أن الطبيعة محل البحث هي قطبية إبرة حديدية عندما تمس بالمغناطيس، سيتفرع الطريق إزاء هذه الطبيعة إلى فرعين كما يلي: إن لمس المغناطيس لا بد بالضرورة إما أنه يضفي من ذاته قطبية تجاه الشمال والجنوب على الإبرة، وإما أنه يحفز الحديد ويؤهله، بينما الحركة تتأتى من وجود الأرض، مثلما يعتقد جلبرت، ويحاول بكل جد أن يبرهن عليه؛ ولذا فإن كل ملاحظاته التي جمعها بدأب مستبصر تئول إلى هذا: (1) فالمسمار الحديدي الذي وضع زمنا طويلا في اتجاه الشمال والجنوب، يكتسب قطبية من هذه العادة دون أن يلمسه مغناطيس، كأنما الأرض ذاتها التي تعمل بضعف بسبب المسافة (إذ إن السطح أو القشرة الخارجية للأرض ليس لها - في رأيه - قوة مغناطيسية) تعمل رغم ذلك عمل المغناطيس إذا منحت زمنا كافيا، وتحفز الحديد وتحوله وتغيره. (2) إذا سخنت قطعة من الحديد حتى الاحمرار ثم بردت وهي في وضع الشمال/الجنوب، فهي أيضا تكتسب قطبية دون لمس مغناطيس، وكأنما أجزاء الحديد إذ تدفع إلى الحركة بالتسخين ثم تنكمش بعد ذلك بالتبريد، فإنها في اللحظة ذاتها التي تبرد فيها تكون أكثر قابلية وحساسية للقوة الصادرة من الأرض منها في اللحظات الأخرى، ومن ثم تثار بها، غير أن هذه الأشياء - رغم أنها ملاحظة جيدا - لا تبرهن على مزاعمه برهانا كاملا.

قد يكون فيما يلي «شاهد فاصل» في هذا الموضوع، خذ بوصلة مغناطيسية وضع علامة على كل من قطبيها، ثم ضعها وقطباها في اتجاه شرق/غرب، وليس شمال/جنوب، ثم ضع عليها إبرة حديدية غير ممغنطة واتركها في هذا الحال لمدة ستة أو سبعة أيام، حين تكون الإبرة على المغناطيس (ولا محل للشك في هذه النقطة) فسوف تغفل قطبي الأرض وتأخذ اتجاه قطبي المغناطيس؛ ولذلك فما دامت باقية على هذه الحال فإنها تشير إلى الشرق والغرب، ولكن إذا أزلنا الإبرة من المغناطيس ووضعناها على محور، فإذا وجدنا أنها تتحول للتو إلى الشمال/الجنوب، أو حتى تتحرك تدريجيا في هذا الاتجاه، فعلينا إذن أن نسلم بأن وجود الأرض هو السبب، أما إذا تحولت (كما فعلت من قبل) إلى الشرق/الغرب أو فقدت القطبية، فإن علينا أن نضع السبب موضع التساؤل، ونجري مزيدا من البحث.

وافترض أيضا أن الطبيعة المطلوبة هي الجوهر الفيزيقي للقمر، أهو خفيف يتكون من لهب أو هواء (كما ذهب معظم الفلاسفة القدامى)، أم كثيف وصلب (كما يعتقد جلبرت وكثير من المحدثين وبعض القدامى)؟

61

ويستند الرأي الثاني على حقيقة أن القمر يعكس أشعة الشمس، ويبدو أن انعكاس الضوء لا يكون إلا من أشياء صلبة.

Неизвестная страница