Новый органон: искренние руководства по интерпретации природы
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Жанры
قطف أول لصورة الحرارة
لاحظ (كما هو واضح مما قلت) أن صورة شيء ما قائمة في كل مثال فردي يوجد فيه هذا الشيء، وإلا لما كانت صورة، ويترتب على ذلك أن من المستحيل وجود مثال مضاد، على أن الصورة تكون أوضح وأجلى في بعض الشواهد عنها في غيرها، أي تكون أوضح حيثما كانت طبيعة الصورة غير مقيدة وغير معوقة وغير مزاحمة بطبائع أخرى، وقد أسميت هذه الشواهد «الأمثلة الجلية أو اللافتة»، فلنتقدم إذن إلى «القطف الأول» لصورة الحرارة.
من خلال مسح للشواهد - جملة وتفصيلا - يتبين أن الطبيعة التي تعد الحرارة إحدى حالاتها الخاصة هي الحركة، يتمثل هذا بوضوح شديد في حالة اللهب الذي هو دائما في حالة حركة، وفي السوائل الغائية أو الفائرة، التي هي أيضا في حالة حركة دائبة، ويتبين هذا أيضا في تحفيز الحرارة أو زيادتها بواسطة الحركة، كما يحدث بالنفخ والرياح (انظر مثال 29 من القائمة 3)، كذلك الشأن مع الأنواع الأخرى من الحركة (انظر مثال 28، 31 من القائمة 3)، ويتبين كذلك في حقيقة أن كل جسم ينحطم أو على الأقل يتغير كثيرا بواسطة أي لهب أو حرارة قوية وعنيفة؛ لذا فمن الواضح تماما أن الحرارة تسبب اضطرابا وتهيجا وحركة عنيفة في الأجزاء الداخلية لأي جسم، فتفضي به إلى الانحلال تدريجيا.
ينبغي ألا يؤخذ ما قلناه عن الحركة (أنها بمثابة «الجنس»
genus
بالنسبة للحرارة)، على أنه يعني أن الحرارة تولد الحركة أو أن الحركة تولد الحرارة (وإن كان كلاهما صحيحا في بعض الحالات)، بل إن الحرارة الفعلية ذاتها أو ماهية الحرارة هي الحركة ولا شيء غير الحركة، وإن كانت مقيدة ب «فروق» معينة سأضيفها حالا، بعد إضافة بعض المحاذير لتجنب الالتباس.
والحرارة المحسة هي شيء نسبي، وليست عمومية بل نسبية بحسب كل فرد، وتعتبر - بحق - مجرد تأثير الحرارة على الروح الحيوانية، كما أنها في حد ذاتها شيء متغير، إذ إن الشيء الواحد يفضي إلى إدراك لكل من السخونة والبرودة (بحسب حالة الحواس)، كما هو واضح من المثال 41 من القائمة 3.
وينبغي ألا تختلط صورة الحرارة بتوصيل الحرارة أو طبيعتها الانتقالية التي بواسطتها يسخن جسم ما بالاتصال مع جسم آخر ساخن، فالحرارة غير الإحرار (التسخين)، وبالإمكان أن تثار الحرارة بالاحتكاك دون وجود مسبق لأي حرارة، وهو مثال يستبعد الإحرار من صورة الحرارة، وحتى عندما تنتج باقتراب جسم حار، فإن هذا لا ينطلق من صورة الحرارة، بل يعتمد كليا على طبيعة أعلى وأكثر عمومية، وهي طبيعة التمثيل أو التكثر الذاتي، وهذا موضوع يتطلب بحثا منفصلا.
وفكرة النار فكرة عامية ولا نفع لها، فهي تتكون من تضام الحرارة والإضاءة في أي جسم، كما هو الحال في اللهب المعتاد وفي الأجسام المسخنة حتى الاحمرار.
بعد أن أزلت كل الالتباس آتي الآن إلى «الفروق» الحقيقية التي تحدد الحركة وتشكلها بوصفها صورة الحرارة.
Неизвестная страница