١٩٧ - وكتب بعض الفضلاء عند وفاة بعض الأكابر: كان منزله مألف الأضياف، ومأنس الأشراف، ومنتجع الرّاكب، ومقصد الوافد، فاستبدل بالأنس وحشة، وبالنّضارة عبرة، وبالضّياء ظلمة، واعتاض من تزاحم الملوك تلادم (١) المآتم، ومن ضجيج النّداء والصّهيل عجيج البكاء والعويل.
١٩٨ - سأبكيك ما فاضت دموعي وإن تغض ... فحسبك منّي ما تجنّ الجوانح (٢)
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ... لقد حسنت من قبل فيك المدائح
١٩٩ - ويحكى عن فاطمة الزّهراء كرّمها الله تعالى أنّها قالت ترثي رسول الله ﷺ:
كنت السّواد لناظري ... فبكى عليك النّاظر
من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر
_________
(١) اللدم: ضرب المرأة صدرها ووجهها في النياحة. وفي الأصل: بلادم.
١٩٨ - البيتان رواهما القالي في أماليه ٢/ ١١٨ لأشجع بن عمرو السلمي، وفي شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٢/ ٨٩٦ لأشجع أيضا، وكذا في زهر الآداب ٣/ ٢١٠. وفي العقد الفريد ٣/ ٢٨٧ لمنصور النمري.
(٢) قال المرزوقي: ضمن له دوام البكاء ما دامت الدموع تجيبه وتساعده، فإن عجزت ونقصت عن المراد وانقطعت أو ان الحاجة، فكافية منه ما تشتمل عليه جوانحه، ويتضمنه صدره وفؤاده، والجوانح الضلوع سميت بذلك لانحنائها، والجنوح الميل.
١٩٩ - الشعر في العقد الفريد ٣/ ٢٥٤ وهو لأعرابية ترثي ولدها، وكذا هو في المنازل والديار ٤٨، وهما في ديوان إبراهيم الصولي في الطرائف الأدبية ١٦٩، والبيتان في معجم الأدباء ١/ ١٧٧ لإبراهيم بن العباس الصولي في ابن له، وكذلك هما لإبراهيم في وفيات الأعيان ١/ ٤٧. وفي الحماسة البصرية ١/ ٢٦٧ للفتح بن خاقان. وجاء في شرح نهج البلاغة ١٩/ ١٩٧: ومن الشعر المنسوب إلى علي ﵇، ويقال إنه قاله يوم مات رسول الله ﷺ، والبيتان في ديوان علي ﵁ صفحة (٥٠).
1 / 78