١٤٠ - وكان ابن المقفّع (١) يقول: إذا نزل بك أمر مكروه إن كان لك حيلة فلا تجزع، وإن كان ممّا لا حيلة فيه فلا تجزع.
١٤١ - لا تجزعنّ لصرف حادثة ... حكمت عليك به يد الدّهر
واصبر إذا نابتك نائبة ... فالصّبر خير عواقب الأمر
١٤٢ - وقال بعض الحكماء: من شكا ضرّا نزل، فإنّما يكشو الله.
١٤٣ - وقال الحسن البصري: وجدت خير الدّنيا والآخرة صبر ساعة.
١٤٤ - وقال بعض الحكماء: بالصّبر على ما تكره تنال ما تحبّ، وبالصّبر عمّا تحبّ تنجو ممّا تكره.
١٤٥ - فلا جزع إن راب دهر بصرفه ... وبدّل حال فالخطوب كذلك
فما العيش إلاّ مدّة ثم تنقضي ... وما المال إلاّ هالك في الهوالك
١٤٦ - واعتلّ ذو الرّيا ستين (٢) بخراسان مدّة طويلة، ثم أبلّ واستقلّ، وجلس للنّاس، فدخلوا عليه وهنّوه بالعافية فأنصت لهم حتى انقضى كلامهم، ثم اندفع فقال: إنّ في العلل نعما لا ينبغي للعقلاء أن يجهلوها منها: تمحيص للذّنب، وتعريض (٣) للثّواب ثواب الصبر،
_________
١٤٠ - الخبر في أمالي المرتضى ١/ ١٣٦ ونصّه: «إذا نزل بك أمر مهم فانظر، فإن كان ممّا له حيلة فلا تعجز، وإن كان مما لا حيلة فيه فلا تجزع».
(١) عبد الله بن المقفّع، من أئمة الكتاب، وأول من عني في الإسلام بترجمة كتب المنطق، كان اسمه روزبه بن المبارك، فلما أسلم تسمّى بعبد الله، والمقفع لقب، اتهم بالزندقة فقتل في البصرة سنة (١٤٢) هـ الأعلام.
١٤٦ - الفرج بعد الشدة ١/ ١٦٨.
(٢) وهو الفضل بن سهل. وقد تقدمت ترجمته في الصفحة (٤٥).
(٣) في الفرج بعد الشدّة: تعرّض.
1 / 58