والأرمك، فأهل الشام تسميه اللبدي، وتسميه أهل العراق الأرمك وتسميه أيضًا الأكدر، وهو من جنس الأخضر في الدّبر.
باب ذكر الشقوق ونعته وجيده ورديئه
وهو خمسة أجناس، الأسود وهو أحسنها وخيرها، والأحمر أقواها وأحسنها، والأبيض ألونها وأبهاها وأرجاها، والأخضر أندرها وأرداها، والأصفر ألطفها وأجراها، وهي تصيد الأرنب والكروان، وهي تشبه خلقة السناقر، وهي تعمل ما يعمله السنقر، وهي مرشوشات القفاء، كثيرات الوفاء، قليلات الجفاء.
يقول الشاعر:
صقورُ البلادِ صقورٌ جياد ... وأوفى الصقور صقر العجم
غطاريفها فهي شبه القرود ... تصيد الكراكي وتعفو الرخم
ولا فرق كركيها عندها ... إذا نظرته وليث الأجم
تريد النعام إذا فاتها ... بذلك كركيها والنعم
كثير الطراد قريب المعاد ... عديم السهاد قليل الندم
شديد الكفوف قليل الوقوف ... يزين الألوف إذا ما التزم
يصيد الكبير ويطوي الصغير ... ويشني الحقير ويبدي الكرم
وهو كما وصف في هذا الجنس في بلاد العجم، وأكثر هذه الطيور تموت مما تصدم الأرض ولكنها إذا طارت كالسهم الطائح أو الشرر القادح أو البرق اللائح، وهذا الجنس إذا قدم إلى بلاد الشام أو إلى ديار مصر تسمى السقاوة، والسقاوة غير هذا الجنس، وجميع السقاوات عندهم سقاوات لا سما ما يروه مقرنصًا وهو عندهم سقاوة، وهو كل ما مال إلى البياض وصغرت النقطة التي في صدره، وأبيض صدره، فهو عندهم سقاوة، ولكن السقاوة جنس قليل الوقوع، ولا يوجد إلا في الأماكن الصعبة المنقطعة في شقفات الجبال، وهي معروفة عند أرباب المعرفة وهي تشبه بالصقر وتشبه الشاهين، وهي جنس من جنوس الصقور وهو السقاوة، ويسمى عند العجم مرخ شاهين، وهو الاسم الصحيح يريدون بذلك صقر شاهين يعنون جنس الصقر، وحنس الشاهين، وهذا هو السقاوة حقًا، وأما غيره فهو صقر وجميع ما يوجد في ديار مصر من هذا الجنس فهو صقر، وديار مصر لا يمكن أن يكون هذا الجنس فيها إلا أن يكون عابر سبيل، وقد يقع هذا الجنس في جزائر البحر وهو لطيف وألطف من الصقر، وأما الذكر فيكون مثل أصغر كرك من كراك الشواهين، وفي الناس من يسميها ذكر السنقر وفيها من يسميها شواهين من كواهي البحر، ولعلها تهدي من بلاد الإفرنج وهو السقاوة حقًا إلا أنه أسود اللون، صادق السواد، أسود الخدين، وهي تسمى الشواهد.
وصفة هذا الجنس يكون طويل الذنب بعرض في عرض ذنب، وهو طويل الجناحين مدبح الذنب ولأن كل ما يكون في ذنب الجارح من نقط مدورة على هيئة الدينار فهو يقال له الواضح، وما كان بياضه طويلًا بعرض الريش فهو تدبيح، فكل ما كان هذه صفته فهو سقاوة، فهو لا يكون إلا أبيض أو أخضر أو أسود، فما كان منها في الجبال فهو أبيض، والفرخ يكون أسود وهو مما يلي البحر والجزائر. وهذه في الجهتين جنس من أجناس الشروق.
باب في ذكر ذكور جميع الضواري مثل البازي والشاهين والصقر والسنقر واليؤيؤ والباشق والعقاب والزمّج والشروق والسّبر وما شاكل ذلك
فإن الصغير الذكر، والزرق، ذكر الباز، في كل جنس من أجناس البزاة، والكرك ذكر الشاهين في البحري وهو الكوهي واللطيف من السناقر والزغري هو الذكير والمصريون يسمونه الزغري والشاميون يسمون الذكير، وذكر الباشق العفصي وذكر البطريق والشقوق الأبيض الأكتاف والذنب هو الذكر، والعراقيون يسمونه الآجامي يريدون بذلك ملازمة الأجام، وهي الشعرات، والمصريون والشاميون يسمونه الشقوف يريدون بذلك أنه يشقف الشيء إذا قاربه أو رآه.
وذكر السبر الخاطف، والخاصف بلغة العراقيين، والمصريين والشاميين يسمون الجميع السبر. وأما الغراب الأسود الكبير الذي يسمى الغداق، وتسميه المصريون النوحي، يريدون بذلك طول العمر فإنه يسمى الكبير، والحدأة أيضًا تسمى الكبير.
باب نعت الغراب الذي يصطاد به وهو النوحي
1 / 33