ينبغي لمن يصيد النمور أن يكون له ثوب من لباد له رأس منه، ويكون له أيضًا خفان لرجليه من أقدامه إلى أصول أفخاذه، ويكون له في الرأس ما ينظر إليه، ويكون له كمان إلى رؤوس الأصابع، ويكون له خشبة طولها ثلاثة أشبار ودورها ما يلتقي الأصابع عليها، وتكون من أشد الخشب وأقواه، وإذا كانت من أبنوس أو ما شاكل ذلك فهو أحسن، ثم يكون لها في رأسيه حلقتين في كل رأس حلقة قوية، ويكون في الحلقتين سير مطوي طاقين رأسه في الحلقتين، ويكون معه ثلاث سكاكين، واحدة من قدامه، وواحدة عن يمينه والثالثة عن شماله، ثم يطلب النمر في الأماكن والمواضع التي يكون فيها، فإذا ظفر به لم يزل يسير إليه بعد أن يلبس ذلك اللبد إلى أن يدنو منه، فإذا دنا منه، وعاين منه أنه يثب عليه يلاقيه بظهره وهو منحن له بحيث يركب على ظهره، ويعض النمر ذلك اللبد فحينئذٍ يرمي تلك الخشبة على ظهره، ويبسط ذراعيه بالسير، فإنه يقصف ظهره، فإن أخطأه بحيث يمكنه أن يرفع رأسه طرح نفسه إلى الأرض وأخذ أحد السكاكين وضربه، ولا يزال به إلى أن يقتله. وهكذا يقتله كل أحد إذا عرف كيفية الصنعة في ذلك.
ويقتل أيضًا كما يقتل الأسد بالسهام في المواضع على الفرايس.
ويحتال في قتله، بأن يكون مع الصائد له جمجمة إنسان إذا قابلته بها، ورآها انهزم وهو من الخواص.
خواص النمر
دماغه: يلطخ به على العين لكل عاهة في البصر، ويجعل يسيرًا من دماغه في الأكحال فيحد البصر.
ومن افترش جلد نمر أورثه داء أُبنة فليحذر.
باب
كيفية قتل الضبع وصيده اعلم أرشدك الله إن أردت صيد ضبع فتدخل عليها إذا كانت في بيتها، وأنت تقول: أم عامر نائمة وادن منها، ومعك حبل لتجعله في رجلها واخرج عنها واجذبها بعد ذلك خارج البيت.
ومن أراد أن يدخل عليها أمر من معه أن يسد جميع الأماكن التي يدخل منها الضوء، فإنها مادامت في وكرها لا تنظر إلى من يدخل إليها، ولا تخاف ممن يكون فيه معها أبدًا، ومتى يدخل إليها الضوء قتلت من يدخل إليها، ولا تقبل قولة "أم عامر نائمة"، وإن استصحب معه الداخل إليها عدة من الحبال فحسن، لأنه قد يجد في الوكر الخمسة والستة، وأكثر من ذلك. وتصاد أيضًا في البئر، وذلك أن يحضر لها بئرًا عمقها خمسة أذرع ويدق فيها أوتادًا، كل وتد طوله نصف قامة، وتكون رؤوس تلك الأوتاد حادة، ويكون نزولها في الأرض بغيرها، وذلك أن يدق أولًا أوتادًا في الأرض، ثم تقلع تلك ويجعل مكانها من تلك الأوتاد، ثم تغطى راس البئر بالقضبان الدقاق أو بالقصب، ويجعل عليها من التراب القدر اليسير ما يواري القضيب، ويجعل قبالة التراب شيئًا من حشيش، ويجعل الرمة قبالة البئر ويجعل حولها حجارة إلا من جهة البئر حتى لا يبقى لها طريق إلا من صوب البئر، فإذا سقطت في البئر تكون حالتها شر حالة لما أصبتها من تحديد تلك الأوتاد وربما بقيت اليوم والعشرة فتؤخذ حينئذٍ، ويستراح من إفسادها وقتلها لبني آدم.
قال محمد بن منكلي: وإذا استتبعت بالخيل فينبغي أن لا تتبع إلا من جهة الجانب الأيسر، فإن كان التابع لها راميًا وهو أيمن فليعارضها من جهة جانبها الأيسر ويرميها، وأما صاحب الرمح فله الخيار في طعنها حيثما شاء وكذلك حامل السيف.
وقالوا إذا قصدك ضبع وأتاك من على جانبك الأيمن، فلا تمكنه من ذلك، فإن أتاك من قبل جانبك الأيسر فمكنه من ذلك، فإنك تتسلط عليه إن شاء الله.
خواصه
جلد الضبع: إذا لبسه إنسان لا تنبح عليه الكلاب.
مخه: يؤخذ ثم يجعل في زبدية ويطحن الشعير ناعمًا ولا يقربه ماء، ويعجن جيدًا ويجعل أقراصًا صغارًا وتجفف في الظل أيامًا حتى تنشف جيدًا، فإذا صار كذلك يطعم منه المكلوب فإنه يبرأ بإذن الله تعالى.
عينه اليمنى: إذا تركت في ظل سبعة أيام ثم أخرجت وجففت في الظل ثم جعلت تحت خاتم أمن لابسه من السحر والعين.
لسانه: من علقه عليه في العضد كان جنة له من عض الكلاب.
مرارته: من اكتحل بها قوي نظره وأزال الماء الذي في العين، وإن خلط مع مرارة الضبع وزنها من دهن الأقحوان وخلطا، وجعلا في صفحة من نحاس أحمر وتترك ثلاثة أيام وتطلى بها العين في كل شهر مرتين فلا تشتكي العين أبدًا بإذن الله، وكلما عتق كان أجود، وإن طلي بهما الوجه الذي عليه النمش أزال نمشه ونقاه وبرقه.
1 / 17