مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
إذا ذهبت صباحًا.
* رابعًا: بعد سنتين من زواجها تقريبًا حملت بابنها الأكبر، وهو بكرها: سعيد، كاتب هذه الأسطر: عفا الله عني، وتجاوز، وغفر، وعن والدتي الغالية، ووالدي العزيز، وعن ذريتهما، وجميع المؤمنين المخلصين.
وكانت ولادتها ببكرها سعيد في شهر الفطر ٢٥/ ١٠/ عام ١٣٧٢ تقريبًا، كما أخبرتني الوالدة رحمها الله، وكانت حالة الوضع صعبة جدًا، فقد أخبرتني الوالدة رحمها الله أنها سرحت بالأغنام في ذلك اليوم من شهر الفطر من ذلك العام، وكان الوقت صيفًا، وفي حرٍّ شديد، فكانت تُطْلَقُ طلقًا شديدًا في الرّمضاء الحارّة الشديدة في منتصف النهار، فدخلت رحمها الله تحت سدرة تستظلّ، ويسمّون السّدْر «العِلْب»، فوضعت تحت شجرة السدرة وقت الظهر تقريبًا، وهي عند الأغنام، وليس معها أحد إلا الله ﷿، وقد جَهَّزَت سكّينًا معها؛ لتقطع السرَّ للمولود، وفعلًا قطعت السرّ، وقد كانت بكرًا لا تُحسن القطع للسرِّ رحمها الله، فلم تربط السرّ، بل قطعته، وتركته ينزف دمًا، وحملت الطفل الغالي عندها جدًا، بعد أن لَفَّته في خرقة، وقامت تسوق الغنم حتى وصلت بيت الشعر قبل غروب الشمس، وعندما رأتها عمّتها أخت أبيها، وهي أمُّ زوجها، مهرة بنت محمد بن جازعة استقبلتها، ودعت لها وبرّكت، وهالها ما رأت من الدماء المتدفّقة من سرِّ المولود، فما كان من عمّتها مهرة إلا أن ربطت السرّ، فوقفت الدماء، وقد كاد الطفل أن يموت لولا رحمة الله تعالى، وأنه تعالى جعل جدتي مهرة المذكورة سببًا في حياة الطفل، رحمها الله، وقد كانت جدتي
1 / 7