كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

Мухаммад Тахир ибн Ашур d. 1393 AH
51

كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطا

Исследователь

طه بن علي بوسريح التونسي

Издатель

دار سحنون للنشر والتوزيع

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٨ هـ

Место издания

دار السلام للطباعة والنشر

Жанры

كتاب الطهارة والصلاة وُقُوت الصلاة الصلاة عبادة معروفة، وهي ثانية قواعد الإسلام، وأول ما شرع الإسلام لعموم المسلمين من الشرائع، فرضت بالوحي ليلة الإسراء، وذكرها القرآن في آيات كثيرة. ولا حاجة بنا إلى التعرض لاشتقاق لفظها، وأجدر منه بالتعرض أن لفظ الصلاة كان معروفًا عند العرب في جاهليتهم في معنى عبادة لله تعالى ومناجاة وخشوع، وقد عرفوا ذلك من اليهود، والنصارى، ومن الصابئة من قبل، ولذلك لما رأى المشركون المسلمين يصلون وعلموا أنهم ليسوا يهودًا ولا نصارى سموهم الصابئة، وقالوا لمن يسلم: صَبَأ، ودعوا رسول الله ﷺ بالصابئ. ومما يدل على أن لفظ الصلاة معروف عندهم تسميتهم كنيسة اليهود صلاة، وقول النابغة يذكر دَفن النعمان بن الحارث الغساني: فآب مصلوه بعينٍ جَلية ... وغودر بالجَولانِ حزمٌ ونائل روي بالصاد المهملة، أي: الرهبان الذين صلوا لأجله، وروي بالضاد المعجمة أي: دافنوه؛ ومن أجل ذلك لم يسأل الناس رسول الله ﷺ عن معنى الصلاة حين نزلت الآيات التي فرضت بها، ولكنهم طلبوا بيان كيفيتها، فقال رسول الله ﷺ: «صلوا كما رأيتموني أصلي». والصلاة نموذج من عبادات الله تعالى، ففيها توحيده، والثناء عليه، والاعتراف بالعبودية، والالتجاء إليه، ولذلك كانت أعظم مظاهر الشكر، إذ جمع فيها بين الاعتقاد، والقول، والعمل، كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء مني ثلاثةٌ ... يَدي ولساني والضميرَ المحجبا قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [سورة النساء: ١٠٣]. وكانت علامة على الإيمان، ولذلك وصف المسلمون بأنهم أهل القبلة.

1 / 59