Кумдат Рикая
عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية
Жанры
ابن المبارك: له ذكر في (باب الحيض) من (كتاب الطهارة)، وهو: عبد الله بن المبارك بن واضح، أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي التركي الأب، الخوارزمي الأم، أحد تلامذة الإمام أبي حنيفة، ولد سنة (ثمان عشرة ومئة) أو بعدها بعام، وأفنى عمره في الأسفار حاجا ومجاهدا وتاجرا، سمع سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وهشام بن عروة وغيرهم، وتفقه بأبي حنيفة، ودون العلم في الأبواب، وأخذ عنه خلق لا يحصون، منهم: يحيى بن معين، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم، قال ابن مهدي: الأئمة أربعة: مالك، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وقال أحمد: لم يكن في زمانه أطلب للعلم منه، وقال ابن معين: كان ثقة ثبتا، وكانت كتبه التي حدث بها نحوا من عشرين ألف حديث، وقال عباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء، وقال ابن معين: هو سيد من سادات المسلمين، وقال: نعيم بن حماد: ما رأيت أعقل منه ولا أكثر في الاجتهاد في العبادة منه، ومناقبه كثيرة مبسوطة في ((تاريخ دمشق(1) ))(2) للخطيب(3)، و((حلية الأولياء)) لأبي نعيم(4) ، وغيرها، كانت وفاته في رمضان سنة إحدى وثمانين ومئة. كذا في ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي .
فائدة
مما ينسب إلى ابن المبارك من الأشعار في حق الإمام أبي حنيفة على ما في ((الدر المختار))، وغيره:
لقد زان البلاد ومن عليها
إمام المسلمين أبو حنيفة
بأحكام وآثار وفقه
كآيات الزبور على الصحيفة
فما في المشرقين له نظير
ولا بالمغربين ولا بكوفة
إماما صار في الإسلام نورا
أمينا للرسول وللخليفة
يبيت مشمرا سهرا لليالي
وصام نهاره لله خيفة
وصان لسانه عن كل إفك
وما زالت جوارحه عفيفة
يعف عن المحارم والملاهي
ومرضاة الإله له وظيفة
فمن كأبي حنيفة في علاه
إمام للخليقة والخليفة
رأيت العائبين له سفاها
خلاف الحق مع حجج ضعيفة
وكيف يحل أن يؤذى فقيه
له في الأرض آثار شريفة
وقد قال ابن ادريس مقالا
صحيح النقل في حكم لطيفة
بأن الناس في فقه عيال
على فقه الإمام أبي حنيفة
فلعنة ربنا أعداد رمل
على من رد قول أبي حنيفة(1)
وأورد على البيت الأخير بأنه مناف لأحاديث المنع عن لعن أحد المسلمين، وبأن اللعن يجوز على الكفار لا على المؤمنين.
Страница 143