Умара Бихар Фи Усул Мисри

Джамиль Ханки d. 1400 AH
51

Умара Бихар Фи Усул Мисри

أمراء البحار في الأسطول المصري في

Жанры

وسارت بجانب شواطئ إسبانيا والبرتغال حتى لشبونة، ثم مضت في محاذاة سواحل القارة الإفريقية حتى جزر الرأس الأخضر، ثم عرجت على أمريكا الجنوبية فألقت مرساها في باهية وريودي جينيرو وسان باولو وبورتو الليجرو من موانئ البرازيل، وزارت مونتيفيديو، وتابعت سيرها إلى رأس هورن، ثم عادت أدراجها إلى فرنسا.

وفي أوائل سنة 1825 عاد حسن الإسكندراني - برفقة زميليه - من فرنسا إلى مصر، وكان عمره وقتئذ خمسا وثلاثين سنة تقريبا، فعين برتبة ملازم بحري وأسندت إليه قيادة إحدى الأباريق التابعة للأسطول المصري الثالث الذي اشترك في خلال شهر أبريل سنة 1825 في معركة سبادا

Spada

البحرية. وقد تولى بعد ذلك قيادة السفن البحرية التي عهدت إليها حراسة النقالات التي كانت تحمل الجند والذخائر من القطر المصري إلى شبه جزيرة المورة لإمداد الجيش المصري بها. وقد اشتبك حسن الإسكندراني في أثناء تأدية هذه المهمة مع مراكب اليونانيين التي كان يقودها ميوليس

Miaulis ، فأغرق منها حراقتين وأسر غولت على مقربة من شواطئ جزيرة كريت واقتادها إلى ثغر الإسكندرية. وقد أهدى إليه محمد علي باشا بهذه المناسبة دارا في حي رأس التين بجهة أبو وردة بالقرب من زاوية سيدي تمراز (المعروف قديما بمسجد البحارة)، كما أهدى إليه ساعة من الذهب وشالا من الكشمير.

وفي أوائل عام 1826 رقي حسن الإسكندراني من ملازم إلى يوزباشا، وعهدت إليه قيادة إحدى القراويت السريعة من مصر إلى اليونان لإيصال المراسلات السرية العاجلة التي كان يبعث بها محمد علي باشا إلى ابنه إبراهيم باشا في المورة. وفي خلال صيف تلك السنة عاد حسن إلى الإسكندرية مع الأسطول المصري بقيادة قائده العام محرم بك لترميم بعض السفن وإصلاحها قبل الإبحار بها ثانية في حملات أخرى مع الوحدات الجديدة التي كان قد وصى بها الوالي في المصانع الأوروبية، ووصلت حديثا من مرسيليا وجنوا وليفورن.

وقد عكف حسن الإسكندراني - مع زملائه عثمان نور الدين ومحمود نامي ومحمد شنن - على ترجمة المؤلفات الفرنسية عن أصول البحرية وفنونها.

وقد اشترك حسن الإسكندراني في الموقعة التي دارت رحاها في مياه «نافارين

Navarin » في العشرين من أكتوبر سنة 1827 بين الأسطولين المصري والعثماني من ناحية وأساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا المتحالفة من ناحية أخرى. وكان يتولى حسن قيادة الفرقاطة «الإحسانية» في حين كان محرم بك قائد الأسطول المصري قد عقد لواءه على الفرقاطة «جهادية». وقد اندلعت النار في سفينة حسن الإسكندراني في أثناء المعركة، وما لبثت أن التهبت صواريها وقلاعها وسائر أجزائها حتى انفجرت واهتزت الأرجاء لدويها. وقد أبى قائدها إلا أن يشهد بنفسه ترحيل رجاله عنها مستهدفا لأشد الأخطار حتى وقعت قنبلة بجانبه وأصابته شظاياها في وجهه، ثم تبعتها قنبلة أخرى فألقته في البحر مغمى عليه، ولولا يقظة خادمه النوبي الأمين «فرج» الذي غاص في اليم وراءه وأسعفه على الفور لما قدر لحسن الإسكندراني النجاة من هذا الحادث.

ولم تفل كارثة نافارين جهد محمد علي باشا ولم تثبط من عزيمته، فأخذ يبني السفن ويصقل همم الرجال حتى تبوأ الأسطول المصري - بعد هزيمة نافارين - المرتبة الثالثة بين أساطيل الدول.

Неизвестная страница