Князья выразительности
أمراء البيان
[97_2]
وقال: ما أعجب هذا، وكلينا يشير علينا بالابتياع مع الإضافة والإملاق، ونحن إلى البيع أحوج. وكتب إلى وكيله ببيع ضيعته والانصراف إليه. وسمع ابن المقفع الكلام، وانصرف إلى منزله وأخذ سفتجة إلى الوكيل بثلاثين ألف درهم، وكتب إليه على لسان عمارة إني قد كنت كتبت إليك ببيع ضيعتي ثم حضر لي مال، وقد أنفذت إليك سفتجة فاتبع الضيعة المجاورة لك ولا تبع ضيعتي، وأقم مكانك، وأنفذ الكتاب بالابتياع إلى. ووجه الكتاب إليه مع رسول قاصد. فورد على الوكيل وقد باع الضيعة، ففسخ البيع وابتاع الضيعة المجاورة، وكتب إلى عمارة يذكر الأمر، وأنه قد صارت له ضيعة نفيسة. فلما قرأ عمارة الكتاب أكثر التعجب، ولم يعرف السبب، وسأل عمن حضر عند ورود كتاب الوكيل، فقيل ابن المقفع، فعلم أنه من فعله، فلما صار إليه بعد أيام وتحدثا قال عمارة: بعثت بتلك الثلاثين ألف درهم إلى الوكيل وكنا إليها هاهنا أحوج. قال: فإن عندنا فضلا، وبعث إليه بثلاثين ألفا أخرى.
وبلغ ابن المقفع مرة أن جاره يبيع دارا له لدين ركبه، وكان يجلس في ظل داره، فقال: ما قمت إذا بحرمة ظل داره إن باعها معدما، وبت واجدا. فحمل إليه ثمن الدار وقال: لا تبع. وقال سعيد بن سلم: قصدت الكوفة فرأيت ابن المقفع فرحب بي وقال: ما تصنع ههنا، فقلت: ركبني دين فأحوجت إلى الانزعاج، فقال: هل رأيت أحدا، فقلت: ابن شبرمة، وعرفته حالي، فقال: أنا أكلم الأمين ليضمك إلى أولاده فيكون لك نفع؛ أف لذلك! أيجعلك مؤدبا في آخر عمرك؟ أين منزلك؟ فعرفته. فأتاني في اليوم الثاني وأنا مشغول بقوم يقرءون علي، ومعه منديل فوضعه بين يدي، فإذا فيه أسورة مكسورة ودارهم متفرقة، مقدار أربعة آلاف درهم، وحينئذ زمان المنصور، وفي الدراهم ضيق، فأخذت ذلك ورجعت به إلى البصرة واستعنت به.
Страница 97